سليمان التمياط|السعودية
* ليس في البدء/ تعتذر عن الغياب لـ غياب الظروف.
_______
رسالة تبحث عن الأسباب القديمة
مثلاً:
السبب القديم الذي جعلها لم تُقرأ .
السبب القديم جداً الذي جعلها لم ترسل .
السبب الأقدم الذي جعلها لم تكتب .
____________
رسالة أولى:
ثمة رسائل تستكثف عطر أرواحهم: تحصي حروفهم التي لم تكتب و حصيلة شقاوات أيامهم الأولى.
رسالة تذهب إلى النوم متأخراً لأن الحبر أفسد تفكيرها بالأزرق.
__________
يتهيأ للرسالة أن تكتبه …
يستعيد أن كل الذين كتبتهم الرسائل نالت من شراسة أرواحهم ذئاب التوحش .فـ يمزق ذاته – التي تكاثر بها الورق زمناً ممتداً – إلى نصفين .
__________
يسقط النسيان من أشجار الذاكرة فتعذبه رسائل الغِيَاب المغمورة بحبرها الدافئ الداكن .
“بريقُ” نوافذ العيون
في منتصف الغرفة
يتخذ موقف المتفرج كـ ساعي بريد ينتظر عند الأبواب.
___________
اتكأ على الجدار وضحكاتهم القديمة؛
مرَّر الرسالة من ثقب الباب المفتوح،بعد ذهابهم وبعدهم :
إني أُجاهد أن (لا أكون) وليس لـ (أكون) .
___________
هكذا غياب يقاس بالرسائل التي لم تكتب قبل حدوثه بالأحاديث التي لاتزال ولا تزول؛استشعره بكل ثواني “المقطوعة الغنائية” التي ترافقني وتسلمني نفسها برعب المنعطفات الخطرة.
هكذا غياب لايدخل في نطاق الغياب هكذا غياب ينتمي للحضور الفاخر .
___________
بعد الانعطاف بالعلاقة يميناً ستهلكني رسائلها على هيئة طريق لا طريقة.
ليس في النهاية..
في حالات خاصة ونادرة للغاية:
وحدها (ربما) القادرة على (تأكيد) الغياب.
