مقال

الإعلام أينما توجهه لا يأتي بخير !!

د. أحمد الطباخ
أثبتت الأيام أنه لا ولن يأتي بخير مهما توالت الأيام وتظاهر القوم بحسن كلامهم وجميل لفظهم وحسن هندامهم فقد توالت الأيام وأثبتت الأحداث التي تتابعت على أمتنا من ساعة سقوط بغداد على يد التتار الجدد أنهم دبروا وخططوا ونفذوا وطبقوا وها نحن نرى ما يحدث في بلادنا العربية التي صارت شعوبها في واد وإعلامها في واد ومن يتولون أمورها في واد ثالث فصار الأمر شاقا وعجيبا وغريبا على كل غيور على دينه ووطنه الذي يدفع ثمنا غاليا والعدو في راحة وسعادة وهو يحصد ما زرع ورعى وسقى وبذر من بذور خبيثة ووضع من أورام سرطانية في أجساد بلادنا من خلال ذلك الشر المستطير الذي تم من خلاله عملية غسيل لأدمغة شبابنا وبناتنا طوال هذه السنوات الأخيرة التي صار الإعلام يلعب دورا خطيرا ويقوم بمهام ليس من بينها الاهتمام بالناس وتغطية قضاياهم والحديث عن همومهم ومشاكلهم وإنما صارت قضايا الأعلام خزعبلية لا تسمن ولا تغني ولا تهتم بهموم الأوطان والعمل على توحيد كلمتها والدعوة إلى مكارم الاخلاق والحث على العمل والإتقان .
منذ سقوط عاصمتي الخلافة العباسية الأموية منذ سنة ألفين واثنين وأعداء الأمة يجهزون على شعوبنا وبلادنا وثرواتنا وقيمنا وأخلاقنا وديننا وعقيدتنا ومن لا يرصد ذلك ويتابعه من خلال تلك القنوات الفضائية التي كثرت كثرة مريبة في كل دولة وقع نظامها بداية من العراق واليمن وسوريا وليبيا والسودان ومصر وكل قناة تأخذ خطا لا يتقيد بالمصالح العليا للأمة وإنما نرى إعلاما فارغا لا يقدم محتوى له شأن وقيمة وإنما يحرص على نشر الفساد اللأخلاقي الذي زكم الأنوف وأثار شواجن الالم على ما وصل إليه حالنا في ظل هذه الأوضاع المريبة التي تتحرك لمصلحة أعدائنا الذين لا يريدون لنا إلا الشر المستطير .
لا يمكن أن تكون هذه الهجمة الشرسة على منظومة الأخلاق ونشر المثلية وتصويرها على أنها شيء حضاري وعمل عظيم وتلك الحروب التي تشتعل في العالم لا يمكن أن تكون هكذا خبط عشواء وبين عشية وضحاها وإنما هي ثمرة فكر عميق وتخطيط طويل ودراسة نفسية لتمزيق كيان ذلكم الإنسان العربي ليكون هكذا مسلوب العقل غائب الوعي محطم النفس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى