أدب

اَلنَّفْسُ ماتَتْ

شعر: عبد الصمد الصغير|المغرب

يـا بْنَ التَّفاهَـةِ! قُلْ لي كَيْفَ تَبْتَسِمُ
وَكَـيْـفَ تَخْتاـلُ فـيما أَنْـتَ مُـنْـهَـزِمُ؟

هَـلْ يَـدَّعي الْعِـزَّ مَـهْـزومٌ وَمُنْبَـطِـحٌ؟
أَمْ أَنَّها النَّفْسُ مـاتَـتْ، فاتَـها النَّـدَمُ

يـا حـارِسَ الـدّارِ لا تَـبْـكي عُـروبَـتَـنا
قَـدْ بـيـعَـتِ الـدّارُ وَالْآنــامُ وَالْـغَـنَمُ

يـا مَـنْ تَـرى فيكَ شَيْـئاً أَنْـتَ فـاقِـدُهُ
تَـبْـدُوَ وَعـيداً ۔۔ نَـفْـسٌ مِنْـكَ تَنْتَـقِـمُ

إِنَّي لَمْـحْتُ الَّّذي ما اْنْفَكَّ يَهْـرُبُ لـي
يَـظُـنُّ غـامِـضاتٍ يَـبْــدُو بِـهـا الْـعَـدَمُ

قُلْ لي الْحَقيقَةَ، قُلْها لا تَخَفْ، قُلْ لي
أَيْـنَ اخْتَـفَيْتَ؟ وَخَـدُّ الْحـالِ يُـلْتَـطَـمُ

أَغْـوَتْـكَ نَـفْـسُكَ شَـيْئـاً فـاتَ مَـوْعِـدُهُ
وَغَــرَّرَتْ بِـكَ ۔۔ فـي لَـذّاتِـهـا الـنِّـعَـمُ

إِنْ شِئْتَ تَعْـرِِفُني شِعْـري يُعَـرِّفُ بـي
بــأَنَّـهُ عـابِـرٌ ۔۔۔ مَـــلْأى بِـهِ الْـحِـكَــمُ

قَدْ جاءَني مِنْ سُؤالِ الـرُّوحِ مُحْتَـرِساً
حَـتّـى تَـمَـنَّــعَ فِـيَّ الْـحُـبُّ وَالْـكَـلِــمُ

بِـأيِّ حَــقٍّ يَـكُـونُ الـشِّـعْـرُ مُـنْكَـسِراً؟
وَتَـفْـقِـدُ الــدّارُ مَـبْـنـاهُـا ۔۔۔ وَتَـنْـهَـدِمُ

إِنّـي لَأَعْـجَـبُ ، حَــقّـاً ، مِـنْ تَـفـاهَـتِهِ
يُخْـفي صِفـاتٍ عَسـاها فيـهِ تَسْـتَقِـمُ

دَعِ الشَّـتائِـلَ ۔۔۔ لا تَـلْـمَـسْ بَـراعِـمَـها
لا تَـقْـتَـرِبْ مِـنْ جُــذُورٍ أَيُــها الــوَرَمُ

دَعْ عَنْـكَ أحْـلامَ طِـفْـلٍ لَـسْتَ والِـدَهُ
لا تَـقْـرَبَــنَّ الَّـذي مـا لَـسْـتَ تَحْـتَـكِـمُ

دَعِ الـطُّـفُـولَــةَ ۔۔۔ لا تَـقْـتُـلْ بَـراءَتَـها
فَـالْـحـالِمُـونَ هُـمُ ، وَالـرّاغِـبُـونَ هُـمُ

ما أَعْجَبَ النّـاسَ لا تْفْـتي ضَمائِـرَها
لا يَـسْـتَــبِـدُّ بِـهــا خَــوْفٌ وَلا نَــدَمُ

ما أَرْخَصَ الْأَرْضَ! مَنْ فيها فَرائِـسُـها
وَمَـنْ يُطـارِدُهـا ۔۔۔ قَـدْ جـاءَ يَنْـتَـقِـمُ

مـا أَكْـثَرَ الٔهَـرْجَ بَيْـنَ الْهَـبِّ في بَلَـدي
يا وَيْـلَ نَفْسٍ وَفيها الْخَصْمُ وَالْحَكَـمُ

رَقْـصٌ هُـنا ، وَهُـناكَ الْمَـوْتُ مَسْتَـعِـرٌ
وَإِنَّنـا ۔۔۔ مـا تُـريدُ النَّـفْسُ لا الْـهِـمَـمُ

كُـلُّ الّـذي قَـدْ بَـدا مِـنْ دُونِكُـمْ عَبَـثٌ
وَكُـلُّ شَـيْءٍ خَـلا مِـنْ ريـحِكُـمْ عَـدَمُ

سَـتَـذْكُــرُ الْأَرْضُ أََجْـســاداً بِـلا قَـدَمٍ
وَيَنْـتَـهـي الأَمْــرُ ۔۔۔ لا رَأْسٌ وَلا قَـدَمْ

تَـخْـتالُ يا بْـنَ الَّـذينَ انْضَـمَّ أغْلَبُـهُمْ
إِلى الَّـذينَ بِـهِـمْ عـارٌ ۔۔۔ وَهْـمْ صَمَـمُ

أَبَـعْـدَما صِـرْتَ عَـبْـداً تَـدَّعي نَـسَـباً؟
وَتَـرْتَجي الْخَـيْرَ في خَصْـمٍ بِـهِ تَـهِـمُ

يا بْنَ الَّذينَ اسْتَـقالُوا مِنْ ضَمائِـرِهِـمْ
طَبْـعاً سَتَكْـرَهُـني ۔۔۔ إِنِّـي لَـكَ الْأَلَـمُ

أَلا تَــرى أَنْ مَـنْ تَـهْــوى تَـقَــدُّمَــهُ؟
يُفَـتِّتُ الْأَرْضَ ، مِنْـهُ الظُّـلْمُ وَالظَُـلَـمُ

اَلنَّفْـسُ مـاتَـتْ، وَلا شَـيْءٌ يُـحَـرِّكُـها
مـاتَـتْ ، فَـشُـلَّتْ يَـدٌ مُـرْتَـدَّةٌ وَفَــمُ

يـا أَتْـفَهَ التّـافِهـينَ ارْتَحْـتَ في عَـدَمٍ
مـا دُمْـتَ فـي غَـفْـلَـةٍ لا بُـدَّ تَبْـتَسِمُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى