أدب

حين يزهرُ اللوزُ على وجه مُدَرعةٍ

نصّ: رحاب عمر| مصر
العالمُ الأعْمى…
يقتلعُ الورودَ
يغرسُ الرصاصَ
وكلَّما ذَبُلَ
سقَاهُ بالدمِ
كنبتٍ شيطانيٍ
يتمدَّدُ الغرسُ
تتراقصُ ظِلالٌ
حمراءَ عَلى
جُدرانٍ متعرجةٍ
وفى نخبِ الإجادةِ
يُلقُونَ قذيفةً
على زهرِ اللوزِ
العالم يُجرَّبُ أجحنةً
تمنحَهُ القفزَ
يدورُ داخلَ نزعتِه
يستعذبُ قُبْحَه
فيقره قواعدَ تُتْلى
يزعُمُ أنَّه مُقَدَّسٌ
يُدْلى بقولِه:
“أُوْحِىَ إليّ”
يختبرُ عوالمَ اقْتَلَعَهَا
من خلفِ أظافِرهِ
ثمَّ
يُجرِّبُ أذْرُعَهُ الحدِيديةَ
وقلبَه المعدنيَ المُعَدَّل
وأعضاءَه المُهجَنَةِ
فى مُضَاجعةِ الشيْطانِ.
فى المختبراتِ الأحدثِ
على حافةِ الكونِ
يحْقنُ المضْغةَ بالمِلحِ
ويصنعُ عَلَقةً مِن
بولونْيوم مُعتَّقٍ
ويقذفُ سادِيَّته فى رحمٍ
مُتَبَّلٍ بالفسفورِ الأبيضِ
ثم يرتدى ثوبَ العدالةِ
ويصعَدُ إلى مِنصَّة القيامةِ
ويجلسُ مُفْترِشاً
ضمائرَ ممنوعةً مِن الصَّرفِ
لِيُفنِّدَ البندَ السابعَ في الميثاقِ ..
في المعملِ الدائمِ
يستحدثُ طرقاً جديدةً للرحمةِ
ويقرُ بنوداً فى كتابِ الإنسانيةِ
ويعلنُ أمامَ شاشاتِ الزيفِ
عن مخترعاتِه الأحدثِ
استنساخاً جديداً لسلامٍ
معدلٍ وراثيٍ
وأماناً فى جوفِ قنبلةِ القيصرِ
تتشممُ أصنامُهمُ الكبْرى
رائحةَ جلودِ أطفالٍ محروقةً
يحتسون دماً مُكرراً
تتمددُ أجسامُهم
يُضِيفون لقائمةِ الطعامِ
الآتي من الشرق
لحمَ جَنينٍ حيٍ
وأطرافاً لصغيراتٍ
يُتْقِنَّ رسمَ الزيتونَ
وحمائمَ مذبوحةً
على الطريقةِ
التلمُوديةِ
يصنعُ القائمُ بالأعمالِ
أظرفاً سوداءَ
عليْها نجمةٌ سداسيةٌ مظلمةٌ
يُرْسِلُها لمحكمةِ العدلِ الدوليةِ
داخِلُها ورقَتانِ
الأولى : تهنئةٌ بالعهدِ الجديدِ
والأخرى: تبدو فارغةً
مكراً كُتِبَتْ بدماءٍ سِريةٍ
لها رائحةُ آخرِ قترةٍ من قتراتِ الحقِ
لتفضَ الاشتباكَ الأخيرَ
بين الباطلِ المزعومِ
والباطلِ المُدْعَى
بباطلٍ مقننٍ
يسْمعُ العالمُ المُتبقي في أطرافِ
الأرضَ
دَوِيَ تصْفِيقٍ حادٍ
لسقوطِ نيزكٍ
مَحَى ما تَبَقَّى
من بلادِ العربِ …
تلقائياً أحْرقَ الروبوتُ
مَقراتِ العدلِ الدوليةِ
وأطْعَم القوانينَ
لخنزيرٍ مُدمِنٍ
لفطرِ التَّعَفُنِ
يصْعدُ الشيطانُ
سُلَّمَ المَرصدِ الفَضَائِي
مُحاولاً تَبَيُّنَ
مصدرَ الهَسيس
ينصتُ
لا يسمعُ شيئاً
يستعينُ بخَدَمِه
من الجانِ الأحمرِ
يُغْمِضُ عَيْنَيه
يَرَى
طوفاناً بشرياً
يملأُ الأرضَ
وعبداً أسودَ
مُتصلاً بالسماءِ
يؤذِّنُ فوقَ مآذنِ الأقْصى
منادياً
حَيَ على الفلاحِ
يُطلقُ صراحَ الحقيقةِ
فتَظْهرُ شمسٌ طيبةٌ
تتفتحُ براعمٌ جديدةٌ
تثمرُ أطفالاً رجالاً
تخرجُ من أكفانِ المَوتَى
يماماتٌ
يُشْبِهنَ أمهاتِ الشهداءِ
كفٌ كُبْرى ترسمُ سلَّماً
للسماءِ
تتصافحُ قلوبٌ نابضةٌ
تتطايرُ فرحاً
صعوداً وهبوطاً
فوقَ القبةِ الصفراءِ
يخرجُ زهرُ اللوزِ
المقتولُ
زاهياً عَبِقاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى