ليلةُ الميلاد
محمد نصيف| شاعر عراقي
هِلِّي لِتعبقَ بالشذَا الأنفاسُ
ويعودُ يَنعمُ بالودادِ الناسُ
يا ليلةَ الميلادِ فِيضي أَنجُمًا
بسمائِنا ولْـتُـقـرَعِ الأجـراسُ
هِلِّي ليحتضنَ السرورُ عيونَنا
ويطيبَ في أعماقِنا الإحساسُ
أرواحُنا تشتاقُ في زمنِ الأَسَى
أنْ ترجعَ الأفراحُ والأعـراسُ
للحُبِّ نغرسُ في الدروبِ قلوبَنا
وَردًا لتُورقَ بالصفَا الأغراسُ
للحُبِّ تكتبُنا الحياةُ قصائدًا
وقلوبُنا لحروفِها القرطاسُ
والنُّبْلُ والحبُّ النقيُّ رداؤنا
وهما لنا المشكاةُ والنبراسُ
تحلو مَجَالِسُنا ويصفو وِرْدُنا
عذبًا فتغري الشاربِينَ الكاسُ
وإذا اعترتْ صفوَ المجالسِ وحشةٌ
فالحبُّ في أعماقِنا إيناسُ
ونُوشِّحُ اللحظاتِ مِنْ آمالِنا
نورًا فيسبحُ بالسنَا الجُلّاسُ
وتعودُنا الأحلامُ بعدَ غيابِها
وجفونُنا لجميلِها حُرَّاسُ
وتظلُّ شاخصةً إليهِ عيونُنا
لكأنَّها لوفائِنا المقياسُ
يسمو الجميعُ على الخلافِ كأنَّما
لا عِرْقَ فرَّقَهُم ولا أجناسُ
هِلِّي لنقبِسَ مِنْ ضِيائِكِ بهجةً
فتُنيرَ عتمةَ حزنِنا الأقـبـاسُ
ويفوزُ مَنْ زانَ التسامحُ طبعَهُ
والحاقدونَ نصيبُهم إفلاسُ