حفار القبور

 

عايد سعيد السِّراج-سوريا

هوالليل الترابي الحزين
لينْ وطيعٌ وشهي
ساكن ومسكون بالصمت، المريب
هو الموتُ هادئ، ومُقشَعِـرُّ الأظافر
مسجونٌ بأَنـَّاتـِه ِ الخافتة
مترام ٍ، على أطراف الخليقة
جانحٌ، ومجنـَّحٌ، ومصلوب على أيكة ِ الندم
هوَ الموتُ، سَيّدُ الخلق،
وهو مغلول بأعناق السماء
وأغاني الأودية.
وهدير الماء،
وليل الصيادين المترامي
أعلى أعتاب الظلمة
ومزامير الكون الندَّية ، أبداً على صدور الموتى،
حين تضجّ الأضلاع،
ويـُغني الدود ُ،
نـُهـِمٌ هذا الدود وهذا الماء، والطين صبور،
وتفرُّ، جماجمٌ، تفرُّ من الأعماق،
والظلمة ُ، تخشاها الظلمة َ
ورعب ٌ، مجهول، الأنواء ْ
وأرواحا ً، تتقاذفها الريح ُ، وتصتصرخ بصمت ٍ مطبق،
والعالم ذكرى،
* * *
فبأي ألاء هذا الصمت، تكفران
عينان، ندَّاهتان
قبورٌ تتراقص كالعهن، كأنَّ بهنَّ جان،
والليل خشوع ْ
والقبرُ ينادي القبرَ بصوت ٍ مسموع ْ
والناس، هجوع ْ
ويفزُّ الناسُ، الأحياء، الأموات،
وكورونا يعلن أن. الموت حياة ْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى