لا تزايدوا على مصر التاريخ!

د. أحمد الطباخ
لاينكر فضل مصر وتاريخها العريق وٱثارها ومساجدها ومٱذنها وليالي الساحرة والساهرة ومن زارها ودخلها معلما أو متعلما من علماء الإسلام إلا جاهل وحاقد وصار كمن ينكر شمس النهار الساطعة في سماء الصيف الصافية ولما لا ، ومصر أول دولة على كوكب الأرض منذ 10 الاف سنة ، فقد سماها الله بوحى و على إسمها سمى نبى الله نوح حفيده مصريم ومصر ولد فيها نبى الله إدريس.. أول من كتب الأحرف بيده وأول من فصل الملابس ليلبسها البشر وأول من بنى بيت الله الحرام بسواعد المصريين
مصر أول من صك النقود من الاف السنين وحتى اليوم تسميها بعض الشعوب مصارى نسبة لمصر ومصر التى أنجبت السيدة هاجر زوجة نبى الله إبراهيم عليه السلام ، وأم نبى الله إسماعيل عليه السلام التى يسير شتى المسلمين على شعائرها هى و ابنها فى الحج.
مصر التى إشترى أحد أبنائها نبى الله يوسف ليعيش ويموت ويدفن فى مصر وهي الدولة الوحيدة التى توجد بها خزائن الأرض وقد أتى إليها كل بنى إسرائيل و على رأسهم نبى الله يعقوب و زوجته و أولاده.
مصر التى أنقذت كل شعوب الأرض من الموت جوعاً فى سنوات القحط العجاف، فأطعمتهم من خيرها فظلت صاحبة الفضل عليهم و على أحفادهم إلى يوم الدين.
مصر التى ولد و ترعرع فيها نبى الله موسى عليه السلام وكلمه الله فى الواد المقدس طـوى لتكون المـرة الأولى و الأخيرة التى يصـل فيهـا صوت الله إلى الأرض و يسمعه بشر، وأنجبت السيدة أسيا زوجة فرعون وهى أول امرأة يبني الله لها قصرا بالجنة.
مصر التى نزلت بهـا التوراة فى ألـواح من السمـاء، و هى التى أنزل الله فيها على بني إسرائيل المن و السلوى، والتى ذكـرت فى القـرآن الكريـم خمـس مـرات صراحـة ، و العديد من المرات بالإشـارة دونـاً عن سائر بلدان الأرض ، وهى الـوحيـدة أيضا التى ذكـرت فى كل الكتب السـماوية
مصر التى قــال فيـها رسـول الله عليـه الصـلاة و السـلام: استوصوا بأهلها خيراً .. ، وأكد أن جندها خير أجناد الأرض، وأن شعبها فى رباط “جهاد” إلى يـوم الدين.
مصر التى قال فيها عمر بن العاص: أن إمارة مصر تعدل كل باقى دولة الخلافة ، والتى خلال المجاعة فى شبة الجزيرة العربية و مـوت الناس جـوعاً، أرسل لها عمر بن الخطاب بطلب الغوث من أهلها ، وكتب ثلاث كلمات فقط واغوثاه .. واغوثاه.. واغوثاه .. فاجتمع المصـريون و قرروا إنقاذ
إخوانهم فى شبة الجزيرة العربية وأخذوا يرسلون قافلة أولـها فى المـدينة المنـورة و ٱخـرها فى القاهـرة، ودعا عمر لمصر وأهلها بالخير و النماء والرخاء
مصر هى الدولة الوحيدة التى خصها الله بالأمن و الأمان بطولها و عرضها..، و قال جل علا (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) ناهيك عن دورها الريادي في المعرفة والثقافة والعلوم الإنسانية فلم تبخل على جيرانها وأشقائها وإنما ظل علماؤها يعطون عطاء من لا يخشى أن ينافسه غيره وإنما علموا وألفوا ونشروا علومهم ومعارفهم وفكرهم في كل مكان فكان منها فرسان حلبة المعرفة والثقافة في كل المجالات وإلى يومنا هذا ستظل منارة المعرفة والريادة والثقافة مهما حاول المرجفون والمعوقون فلن ينالوا من مصر التاريخ والعراقة والقيادة والسيادة .




