فيحاء القريض

شعر: سالم بن محمد العبري
أبا راشد وابنَ راشدٍ مرحبا
عَنيتُ به عبدَ الإله، الهُمامُ المكرّمُ
|||
أتيتَ بفيحاءِ القريضِ تُحيطني
ولستُ كما تُقري بيانا وتُكرِمُ
|||
ولكن أتتني منكَ ومن خِلِّنا(1) الذي
تقلدَ للإعلام ردحًا يقولُ ويرسمُ
|||
اتني منك و منه حوراء سمحة
من الوحي و الايحا بيانا به نسمو
|||
فما كان مني بعضُ نقْطٍ لأحرفِ
ليسترَ ضعفًا قد بدا بِي ويكتمُ
|||
رذاذٌ دنا بالبحر ظنَّ بأنّه
سيملأه والبحرُ من ذاكَ يبسمُ
|||
وكيف لمَن (فيحا) عمانَ(2) زهتْ به
يحومُ على قِلٍّ سَرابٌ يُحوِّمُ
|||
فسِرْ نحوَ قُطْبَي زمانِكَ(3) إنني
أراهما بحرًا مُحيطا له عَزْمُ
|||
وإن كنتَ يا ذا(4) راغبًا لعبابهِ
إليكمْ أبا سلطان(5) صقرٌ فيرسُمُ
|||
هو الصقرُ إذْ غنّى عمانَ بشعرِه
أبى فِعْلةَ الضَّغنا متاعًا(6) يقسّمُ
|||
أراد كما القطبينِ(7) عمانَ عزيزةً
كما كانَ قيدُ الأرضِ سيفا يُكرَّمُ
|||
ومُدّ إلى ديوانِ عبقرَ حسْبُه
سجلُ عمانٍ ثمُ للعربِ مغنمُ
|||
تجوَّل في دارِ العروبةِ ذاكرًا
رجالاتِها أمجادَها وللحسنِ ينظُمُ
|||
وغنّى جمالَ البحرِ والبرِّ والرُّبا
وهامَ بحورِ العين وصفًا فيلثُمُ
|||
قلائدُ حبٍ لا يُباريهِ عُروةٌ
ولا كعب(8) إذ غنى سعادا ويحلمُ
|||
عمان بدت سيفًا على كل هامةٍ
يُقطِّعُ هامات البغاة فيفصمُ
|||
هنا (جيفرٌ) يمضي إلي النور عارفا
و(عبدٌ) له خِلٌّ وللرأي يحسِمُ
|||
تلقّوا خطابَ المصطفى ورسولِه
برأيٍ حصيفٍ ثم للنور يُسلموا
|||
أبوا هفوةَ الإسلامِ إذ باتَ بأسُهم
على البعضِ يعلو شتاتًا يهدِمُ
|||
فشقوا طريقا سادَ فيه هداتُهم
على منهجِ الفاروقِ إمامًا يُرَسّمُ
|||
وصارَ (الجُلندا) أول العدِّ إذْ هم
به خلَّدوا الأعلامَ وللعِقْد ينظُمُ
|||
ومرَّ (أبو مروانَ) (9) يفرِّدُ عِقدَهم
بذكرٍ به يعلو بهاماتهم يسموا
|||
أئمةُ عدلٍ قد سموا بِفِعَالهم
إذ الزهدُ تاجٌ والعدالةُ تحْكُمُ
|||
فصاحبهم فردًا أو أئمة معشر
نضال رجال خصمهم بات ينشم
|||
وشاءتْ لنَا الأقدارُ أنْ ضُمَ قلبُها
إلى قامتيها فكان فعلا يبلْسِمُ
|||
جراحًا وأمراضًا تغلغلَ سُمُّها
بلادي بُرئتِ أنتِ للطبِّ مِعْصَمُ
|||
ولكن فقدنا سنةً نبويةً
بها الحكمُ مقرونٌ بشورى تُحَكَّمُ
|||
بذاك أبو الخَطابِ(10) قد صارَ مَقدمًا
وإن كان بعضٌ قد يرى الإرثَ يقسَمُ
|||
فبويعَ في شعبانَ(11) إماما ومرتضى
على سيرة بن مسعودٍ(12) عهودٌ تُحَكَّم
|||
فسارَ بِهِم يبغِي صلاحًا ورفعةً
بشاراتُ عدلٍ سوفَ تُقضَى وتُبرَم
|||
مضت نحوه بنتٌ لآلِ بقرية(13)
تنادي: بَغَى شيخٌ عليَّ وتَجزِمُ
|||
قضى على الشيخِ المحاط بعَبرة(14)
تردُّ له الصفراءَ(15) وللحق يُسلّم
|||
وما كان بالحمراءِ(16) قُصَيّبُ فِطنةٍ
يقولُ عن المعروفِ: فُصِلتَ وتظلِمُ
|||
خذِ البقرةَ الشمطا ورُدَّ مبالغًا
و لاتبتغِ ظُلمًا ونحنُ بها خصْمُ
|||
و رَدَّ ضواحٍ؛ بل مقاصيرَ غنَّتِ
تُباع لأشياخٍ ومن عنده النقد يَجْثُم
||||
وقام على عبري يعيدُ ولاية
إذا البعض منهم حلّ بالحصن يحكم
وولى أبا إسحاقَ(17) مندوبَ دولةٍ
بجامعةٍ للعُربِ تُدعى وتُعلَمُ
|||
عسى هيثمُ يهديه ربّي لوثبةٍ
يُعدُّ نظاما وهو بالله يُعْصَمُ
|||
يقوم على أنَّ الشعوبَ حصيفةٌ
وتُحسن إنْ أحسنتم الظنَّ ترسمُ
|||
ومنا لكم عهدٌ تكونوا خِيارَنا
ونختارُ منكم ثم طَوعًا نُسلِّم
|||
فننهض بالبنيانِ شعبًا وقائدًا
تباركنا عينٌ من الله تلثُمُ
|||
نكون مثالا للبريّة ومطلبًا
فنورِدُ حوضُا ماؤُه يتسنّم
|||
فتقلعُ دارُ المسلمين وعربِها
عن الوِردِ من دارِ اللئيم فتَسْلَمُ
|||
رعاكَ إلهي إنْ لزِمتَ صلاحَنا
ولله نشكو ثُمَّ ندعو ونُعصَمُ
|||
أبا أزهرٍ أيقظت فيَّ صبابةً
وما كنتُ قِسا أو زهيرا يُحَكَّم
|||
ولكنني عايشتُ قومي وأمتي
عرفتَ بها الألوان سودًا تُعمَّمُ
|||
وتأبي رؤى حقٍ يشعشعُ نوُرُه
وتألفُ عيشَ الليلِ والليلُ يجثُمُ
|||
رأت ناصرا(18) فذَّا أبيّا مجاهدًا
فأعلتْه في الأكتافِ والحورُ تَبسمُ
|||
فجاءَ بنو صهيون يبغون رأسَه
فهانَ عليها وهو روحٌ وبلْسَم
|||
ونادتْ بحزبِ الله تدعوه كافرًا
وقد ألجمَ الأعداءَ بجحرٍ تزاحمُوا
|||
كشيهٍ أتى ذِيبٌ لينزعَ كبدَها
ففرت إلى كهفٍ وللحتفِ تلزَم
|||
فيا أمتي يا من أبيتُ بهمِها
على جمرِ نارِ أصْلَى بلْ أُهشّمُ
|||
أما حانَ أن نعلو بعدلٍ و هِمَّةٍ
و نُعلي رجالا هُم سُراةٌ و مِعْصَمُ
|||
أما آن أن نغذو مزارع قمحنا
ونصنع فأسا يحرث الأرض يطعمُ
|||
وندنوا إلى الصاروخ نُحكمُ صنعه
فنرهب عدو الله وبالله نقسم
|||
نعيد ربا (حيفا) ومسرى محمدٍ
ونرعد إذ صهيون يحثوا ويلهَمُ
|||
نشدُّ على أيد سراة تعاهدوا
بتفليق رأس للعدو وبالسيف يحطمُ
|||
ألا يا رجالَ الفتحِ مِن كلِّ فيصلٍ
دنا الوعدُ والنصرُ الأكيدُ يُحمْحِمُ
|||
فهبُّوا وخلُّوا كلَّ خوّانٍ مُرجفٍ
وكل دنيٍّ باتَ بالقزِّ ينعمُ
|||
ألا إن وعدَ الله أفصحُ صورةً
يبشركم أنّ الهداةَ سيحسموا
|||
يسوءوا وجوهَ القادمين جحافلا
سيمضون بالإدبارِ والقدس يبسمُ
|||
سأشدوا إليكم إن كنتُ للنصرِ حاضرًا
وإلا فقولوا: يرحمُ الله ويسلمُ
|||
أبا أحمدَ من ظلَّ يشدو لنصرنا
وللحقِّ نصّارٌ وللبغي علقمُ
|||
وأختم قولي بشكرٍ لباريءٍ
صلاة على ختم به النور ينسمُ
^^^^
إشارات:
(1) خلّنا: معالي عبد العزيز الرواس وزير الإعلام الأسبق ومستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية
(2) فيحا عمان: روض القصيد
(3) قطبي زمانك: الشيخان: عبد الله الخليلي وهلال السيابي
(4) عبد الله بن راشد الخليلي.
(5) الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة الأسبق.
(6) تقسيم عمان بين عمان والإمارات.
(7) الشيخان: هلال السيابي وعبد الله بن راشد
(8) الشاعر كعب بن زهير
(9) أبو مروان: الشيخ الشاعر هلال السيابي
(10) الإمام غالب الهنائي
(11) بيعة الإمام غالب في 29من شهر شعبان 1373 هـ
(12) الإمام الجلندا بن مسعود أول إمام في عُمان.
(13) قرية بني صبح بولاية الحمراء.
(14) قبيلة العبريين بمحافظة الداخلية.
(15) بقرة بني إسرائيل.
(16) بلدة الحمراء بالداخلية.
(17) الشيخ إبراهيم أطفيش.
(18) الزعيم جمال عبد الناصر




