أدب

حين صمت العرب.. بكت كرامتي

د. نجاة الجشعمي | العراق

أنا العراقيّة التي أُهينت في الغربة”
“حين صمتَ العرب…
بكت كرامتي” ”
يا من كرمناكم…
فهل جزاؤنا الإهانة؟”
صرخة عراقية في أرضٍ الأخوّة”
“الغربة لا تكسرني… لكنكم خذلتموني”

حين صمتَ العرب….
بكت كرامتي.
عدتُ من المستشفى، أجرُّ خطايَ
وحسينُ في حضني، يئنُّ شكايا
حجزتُ له مقعدًا، وليَ موضعٌ
ودفعتُ أجرتنا، بصدقِ نوايا

فجاءتْ تُزاحمنا، بقولٍ وقحْ
وقالتْ: قومي، أنتِ دونَ الحُقُحْ
بلدي أنا، وأنتِ من غيرِنا
غريبةٌ، لا حقَّ لكِ في الفُسَحْ
حين صمت العرب.. بكت كرامتي.
سكتُّ، ودمعي فوقَ خدي انهمرْ
وحسينُ صرخَ، قلبُهُ قد انفجرْ
رأى أمهُ تُهانُ، والناسُ غدتْ
كأنّ الكرامةَ فيهم قد غَبرْ
حين صمت العرب.. بكت كرامتي.
أنا العراقيّةُ، في مصرَ أُهانْ
كأنّي دخيلةٌ، بلا أيّ مكانْ
وأينَ الأخوّةُ؟ أينَ الوفا؟
وأينَ الذي كانَ بالأمسِ كانْ؟
حين صمت العرب.. بكت كرامتي..
ألمّا أُكرمْكم، وأفتحْ لكمْ
ديارَ العراقِ، بلا أيّ ألمْ؟
وصدامُ قالَ: شاركوهم هنا
فهم إخوةٌ، لا يُهانوا، نعمْ
حين صمت العرب.. بكت كرامتي.
نحنُ من قاسمناكمُ الخبزَ والدارْ
ومن دونِ منٍّ، ومن دونِ استنكارْ
فلمّا تغرّبنا، واحتجنا لكمْ
وجدنا الجفاءَ، وصمتًا كالنارْ
حين صمت العرب.. بكت كرامتي.
يا إخوتي العرب، هل ماتَ الحنينْ؟
هل صارَ في القلبِ جرحٌ دفينْ؟
أم أنَّ ما كانَ حلمًا مضى
وصارَ الأخوّةُ وهمًا رزينْ؟
حين صمت العرب.. بكت كرامتي.
سأكتبُها، لا أنسى، لا أُمحى الأثرْ
سأرويها لحسينَ حين يُشفى القدرْ
ليعلمَ أن أمّهُ لم تضعفْ، لم تفرّطْ
وأنّ الغربةَ لا تكسرُ من صبرَ وقرّتْ..
حين صمت العرب.. بكت كرامتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى