مقال

رسالة حب في سلطنة عُمان

أ. سعيد مالك| معلم لغة عربية

  • يا عمانُ، يا زَهْرةً تنمو على ضفاف التاريخ، ويا سفينةً تمخر بحكمةِ رجالها عبابَ الزمن؛ إنّكِ لستِ مجرد أرضٍ تُسكَن، بل روحٌ تُسكن في القلوب، وجمالٌ يفيض على الأبصار، ورسالةٌ من نورٍ وخيرٍ وسلام. في عيدكِ الوطني الخامس والخمسين، نقف أمامكِ مفعمين بالولاء، نُجدّد عهد الحب، ونستعيد سيرة النهضة التي ما خَبَت نارُها يومًا، وما انطفأ مجدُها؛ لأنّ رجالًا أخلصوا حملوا الراية، فأنارت الطريق، وثبّتت الوِجهة.
  • لقد أطلّ على عُمان حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله– بهيبة القائد، ورصانة الدولة، فمدّ الجسور بين الماضي والمستقبل، وجعل من رؤية عمان 2040 وعدًا يترسّخ في تفاصيل البناء. وفي خطابه الذي أثلج صدور العمانيين، قال جلالته: “غايتنا صنع المستقبل الواعد لعُمان وأبنائها”، فكانت الكلمة عهدًا، وصارت الرؤية واقعًا يتجلّى في تنويع الاقتصاد، وتمكين الشباب، وتحديث القوانين، وتعظيم مكانة الوطن في محيطه الإقليمي والدولي. كأنما جلالته يُعيد صياغة الزمن ليجعل من الغد أفضل من اليوم، ومن اليوم امتدادًا لمجد الأمس الراسخ.
  • وعلى صهوة هذا الوطن، يظل سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي صوتًا يجلجل بالحكمة، يذكّر الناس بأنّ العدل أساس العمران، وأنّ وحدة الصف نعمة لا يُفرّط فيها ذو بصيرة. كم ردّد سماحته أن “الأمن أمانة، والحفاظ عليه واجبٌ على كل فرد”، فكانت كلماته نبراسًا يضيء دروب العقول، ويشدّ من عضد الوطن في أيامه وملمّاته.
  • أما السلطان الراحل قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه – فهو قنديل النهضة الذي لا ينطفئ. أسّس دولةً ترتكز على العلم والعمل، وأقام صروحًا من الحكمة جعلت عمان واحةً للاستقرار والسكينة. قال ذات يوم: “سننهض بعُمان إلى المكان اللائق بها”، فجعل القول فعلًا، والفعل تاريخًا، والتاريخ وطنًا يحفظه الناس في صدورهم قبل كتبهم.وفي العيد الوطني الخامس والخمسين ، تتلألأ عمان في ثوبها المشرق، كعروسٍ تزدان بالمجد، وتستقبل أبناءها وهم يحملون في صدورهم يقينًا بأنّ هذا الوطن ليس مجرد جغرافيا، بل عقيدة حبّ، ومجد أمة، وراية لا تُخفض.
  • سلامٌ عليكِ يا عمان…سلامٌ على سلاطينكِ الأخيار، وعلمائك الأبرار، وشعبكِ الذي لا يزيده الزمن إلا وفاءً ورسوخًا.وستبقين – ما دام في القلوب نبض – وطنًا يفيض بالعزة، ويكبر بالحب، ويُروى بالولاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى