لا أملك وقتا للفراغ

زكريا شيخ أحمد | شاعر سوري يقيم في ألمانيا

لا أملكُ وقتاً للفراغِ

الرجلُ الذي كانَ
ينسى مفتاحَهُ في قفلِ البابِ منَ الداخلِ
في المراتِ القليلةِ التي يخرجُ فيها
من بيتِهِ ،
الرجلُ الذي كانَ يعاني منْ فراغٍ رهيبٍ
و حزنٍ شديدٍ
و مزاجٍ معكَرٍ على الدوامِ ،
قالَ لي أنَّهُ مُذ شاهدني
أساعدُ رجلاً مسناً على عبورِ الشارعِ ،
تغيرتْ كلُّ حياتِهِ
و أنَّهُ أصبحَ سعيداً جداً
و مرحاً جداً .

قالَ لي أيضاً
أنَّهُ يخرجُ من بيتِهِ كلَّ صباحٍ
و لا يعودُ إلا منهكاً بعدَ وقتٍ متأخرٍ
منَ الليلِ
و أنَّهُ أيضاً لمْ يعدُ
ينسى مفتاحَهُ داخلَ البيتِ
ثمَّ اعتذرَ مني مستأذناً :
سنتكلمُ لاحقاً لأنَّي الآنَ مشغولٌ جداً ،
لا أملكُ وقتاً للفراغِ
و توجَهَ نحو إمرأةٍ مسنةٍ
تمشي لوحدِها حاملةً بصعوبةٍ
عدةَ أكياسٍ .
٢٢ / / ٥ / ٢٠١٩

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى