حين تَنسى وجوهَنا الأعيادُ

أجود مجبل-شاعر عراقي

لحظة َ الموتِ
تستريحُ الحكاياتُ
وتُـنهي حديثَـها شهرزادُ
ُ
وتصيرُ الحروفُ شهقةَ عصفورٍ شريدٍ
تقاسمَتـْهُ البلادُ

لحظَـة َ الموتِ
حينَ ينطفئُ الصحوُ
وتأوي لطينِها الأجسادُ
ُ
وتمرُّ السنينُ
كالحلُـمِ النازفِ
إذ ينهَبُ العيونَ رقادُ
ليس يبقى هُناكَ
إلّا فمُ الشاعرِ يشدو
وظِلُّـهُ الوقّـادُ

**********

أيّها المستحِمٌّ بالغسقِ البحريِّ
أَقبـِلْ إنَّ الكلامَ ابتعادُ

وتقرَّبْ كطائرِ العيدِ مِنـّا
حين تَنسى وجوهَنا الأعيادُ

أنتَ إنْ وثَّقَ الظلامُ خُطانا
وﭐعترى مُشمسَ الوعودِ نَـفادُ
ُ
لغةٌ تُومئُ الفناراتُ فيها
للطيورِ التي دَعاها الحصادُ

ربَّما
كبَّلتْكَ آلهةُ الصمتِ
وأوهَتْ نشيدَكَ الأصفادُ
ُ
أو ألمَّتْ بكَ الجنوباتُ والريحُ
وللراحلينَ فيكَ احتشادُ

أيّها المُستنيرُ
بالضجرِ المُزمِنِ ،
والليلُ قُفْلُهُ المُعتادُ

كلما تستفيقُ في قلبِكَ الأصواتُ
طفلاً يشيخُ فيه الرمادُ

يتعرّى على المناضِدِ
برقٌ ذهبيٌ
وتَزلَقُ الأبعادُ

إنّه الشِّعْرُ
نيزكٌ لا يُسمّى
ومواويلُ ما لَهُنَّ مَعادُ

ورحيلٌ مُقَوَّسٌ
في بحارٍ لم يُجرِّبْ نُشوبَها سَندبادُ

واغتراباتُ غيمةٍ تتوارى
وحضورٌ مفاجئٌ
وارتيادُ
ُ
إنَّه الشعْرُ
أكؤسٌ مِن صهيلٍ
قبلَ أنْ تعرِفَ الصهيلَ الجِيادُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى