ارتكاسة

عمرحمش | قاص فلسطيني

قبل خلعِ الباب؛ كان طيرا يُجدّفُ .. كان طيرا يحدّق.

يفهمُ لغاتِ الريحِ، ويستقبلُ الألوانَ برئتي حرير.

قبل خلعِ الباب.

أي والله.

عندما صرخ البابُ، ثمّ هوى؛ كانت لحظة فصلٍ .. ما بين انبهاره، وانطفائه.

لا تقل: ريحٌ صرصر.

لا تقل: ضربةُ قدر.

فبابُ المخيمِ منسيٌّ في جدارٍ طينه عتيق، والجدارُ في زقاق لا يتسعُ لمرور رجلٍ سمين.

في صمتِ الليلِ .. كان في صحنِ الكوخِ تحت سماء الله ممتدّا؛ يفتحُ طاقةَ عصفٍٍ في نجمةٍ مختالة .. والأماني محلقات منثالة، ترفُّ في رفوفٍ من حمام.

في المخيم تطيرُ الأبواب.

تستغربُ؛ شأنك.

لكنّ بابه لم يزل يطير .. في صحوه .. في منامه .. يطيرُ، ثمّ يهوي كمخلوقٍ ذبيح.

كان يفهمُ لغاتِ الريحِ. يُفردُ الأسماء، ويمزجُها؛ صار يدركُ ماذا قد يقول الأنين، إذا ما نزفه بابُ صفيح، هوى، وقد التفّ الصغارُ على ساقيّ الذاهلة.

كان البابُ واقفا، كان في صمتِ العتمة مستقيما آمناِ، وفي لحظةٍ هلك.

ليس بريح، ولا بضربةِ قدر؛ لكن بحذاء.

أي والله.

بابُ الكوخِ الواطىء؛ طار برفسة حذاء.

هكذا .. فالحذاء الأسودُ الطويلُ ليس بحاجة إلى تصريح.

ذاك حذاءُ أبناء ملوك، وما هو إلا مملوك.

آبِقٌ مع حذاءِ أبناءِ الحكايةِ يعود.

في المخيم يقفزُ الحذاء .. يقفزُ؛ ليدفع.

يأتي حذاءُ ورثةِ الحكاية.. يمضي حذاءُ ورثةِ الحكاية.

هذا حكمُ أبناء التلموذ.

ساقاه تضربان .. كفاهُ تهيمان .. تتحسسان بطاقته المعلّقة.

وفي صحنُ الكوخِ تحدّق كلُّ ألوانِ العيون ..ِ

وتتنافر السحناتُ في حزمِ الضوءِ المرسل باليد ..

كلُّ أنواع السحنات.

هذا حكمُ الربِّ، ومشيئةُ يوشع بن نون:

بابٌ يُخلعُ

صغارٌ يمتقعون

أمٌّ تذهل

حطّاب ٌ.. سقاءٌ .. يُسحب.

أي والله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى