ليل يلُمّ شمل الغيم

زهير بردى | العراق

البلادُ التي نصفها يقظتي ونصفها الآخر هيكلُ حمامةٍ ماتتْ من البردِ٠ وكثيراً ما أسحبُ الكلام َمن الماضي فتسقطُ من السريرِ الكتابة ٠ وحينَ أتقدّم ُ في الحبّ وأنا أتكثُّفُ في التأويلِ كعابرٍالى أمس بلا غدٍ أرجعُ الى خرابةِ طينٍ لا تتقدّمُ في التجاعيد الباردة كجسد ٍيسكبُ ابريقا ًمن الثلجِ، ويرسل ُالاصابع َالى جانبِ امرأةٍ تركتها هناكَ وقوفا ًدوني ولا تلملمُ الا ساقاً تهتزّ في حقلِ ورد، وبلا شكّ ليس هذا خروجا ًمن طقوسِ منفى اخترتهُ على ما يبدو لأكونَ مٍلحاًفي يوميّاتِ فراسةِ مخدع ،أتصرّف فيه وتأخذني إليه سُنّةٌ من الحبّ وليلٌ من ترابِ رغبته التي يمشي إليها ان يلمّ شملَ العالمِ ٠وينصت َ الى مجساته الشقيّة الحكيمة، لتلعقَ من أقواسهِ الضوءَ ومن وكره ِما يعجبه ليطوي الطيّات ويصفرُفي طراوتها العمياء بعواءخمرةٍ تعرق من عطابها الاصصُ وأنفاس النوافذِعلى سريرٍ، ينقّب كأنّما حكمة الحبّ في ملفّ أطراسِ يدٍ٠ تعلّق ببصرهاعجبَ تجاعيد بريئة تثني على فتنةٍ لم تجفْ بعد ُفي تعويذةٍ ،ترقدُوحدها تحتَ قربانٍ يذوبُ في قدّاس الجسد، يشاغلُ فكرةَ جمالٍ معقود بالعودِ والصندل ٠يكتبُُ رعشته كلوحةٍ في بصرِ زوّار.
***
جسدي ليس من هذا العالم.
***
أسمالي ليست غيمة لتمطرَ غير انّي أتكثّفُ وتحمّرُ أعضائي وتتمرّدُ، أرسلُ أشلائي المحبطة من تامّلاتي الى سماءِ كلامٍ لتهبطَ برعشةٍ حبّ وتبيضَ كحالوبٍ يسقطُ على الترابِ ، جسدي ليس من هذا العالم مرسومٌ بقليلٍ من الطريقِ الى الظلام٠ اذهبُ الى الضوءِ وأحدّق في الجانبِ البعيد من نقطةٍ أتامّلها عاجلاً كلّ يوم وأنا مستلقٍ آجلا، فوقي فانوسٌ وتحت أنقاضي العارية أكتبُ ثملاً بالحبّ مطولة قميصٍ ملقي كأبرةِ خياطةٍ على فتقٍ صغيرٍ لحريرِ السريرفي تلك ألحقبةِ من الليلِ، عليّ أن أدلي بالرغباتِ فكنتُ لا أفهم كثيراً٠ عن غيمٍ يرغبُ بالخروجِ طريّا صالحاً ويطلقُ سراح َ لذّة سيرته الذاتيّة، فيمسكُ برداً صغيراً يعجنهُ بالترابِ ويصوغهُ كفرّيسٍ يقرأ الغيبَ في زيتِ ظلامٍ،أديرُ راسي المفجوع بشرائط أنسان اكبر سنّا في رتبةٍ سوداء حبّاً بوسعها أن تفترضَ رائحةَ نشوةٍ٠ عثرتُ عليها صدفةً بالفطرةِ من فكرةٍ تقدمت ْ إليها كتذكرة سفرٍ بيد أفعى ساقطة من مؤخّرةِ مضيّفةٍ ٠تجمعُ أبصاراً ذاهلة كدميةٍ تشربُ الواين في مقصورةٍ أمامَ مقعدٍ قربَ دورةٍ صحيٍة لتصريفِ عطفِ عجوز أدركَ مبكّرا أنّه يستطيعُ أن يفتكَ منهكا بلعبِ الورق حتى مطلع الثرثرةِ٠ حين يمضخُ عواءًيشيرُ اليه في ذهولِ حياة تنهضُ بعكازته.
***
آخر زفير لكائن
***
كسنواتٍ نحيفةٍسوف تأتي فاذهب ُالى مقهى وامارسُ الحبّ بفصلٍ واحدٍ،وطول الوقتِ أكونُ دافئاً كسيكارةٍ وأقرأُ في المرّة الواحدة عشرَ نساء، وغالباً ما أحدّقُ الى صمتٍ يهزّ شحوبَ الضوءِ٠ وأسمعُ العالمَ يريدُ ورداً يستغرقُ الوصولَ إليهِ فم فراشةٍ٠ وكما دائماً حينَ أذهبُ اوقظني هكذا كما أصبُّ الزيتَ عادةً قربَ فخذٍ٠ يرقدُ تحتَ هامتي قبلَ اندلاع تنفُسي الذي يمشي ويتصبّبُ خجلاً ويموءُ بمفرداتٍ نافرةٍ لا يدركها الليلُ الخامل باتجاهِ عريٍ سرّيٍ، يجيءُ باسهابٍ طويلٍ أحياناً ويمزحُ بمزاجٍ عريضٍٍ في آخر زفيرِكائنٍ في يديهِ جثّة ضوءٍ هامدةٍ، يلمحُ أنقاضَاً تنتقلُ بسرعةٍ قربَ الماء،صعلوكٌ ينسى في فمهِ شفةَ صديقته وأسمالَ آلهة، تسمعُ أصابعَ غانياتٍ يطمسنَ في الطين ِمسوّدات سكيرِ ليلٍ ،يعبرُ الى قامة ِملائكةٍ كانوا في عشاء ِفصحٍ يسردونَ ثمالتهم على أنقاضِ ماضٍ يحدّقُ الى أرجوحةٍ قربَ سياجٍ ملَّ من نزواتِ القصائدِ بالثعابين والعرّافات ونفاذشهوةٍ تصلُ موسيقى عزاء تبدّد آهاتِ أجسادٍ قلقة من الوشمِ، يسقطُ وفيراًفوق الترابِ وبتوقيتِ اليوم في اوّل حديثٍ٠ يطلقه حلقُ اوبرا ترتشفُ بعجالةٍ قهوةَ أصابعه المرّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى