التعويذة

اسماعيل حقي الجنابي-شاعر عراقي

.
مللت ُ التعاويذ َ والأبخِرا
وضِقت ُ اصطبارا بأن أصبِرا

.
ورحت ُ ألملمُ من وحشتي
وأكتبُها من دمي أسْطُرا

.
أعيدُ القوافي وبي لُجّة ٌ
أحاولُ من خلفها مَضْمَرا

.
أحاولُ ماذا وهلْ مِنْ غد ٍ
معيدٍ ليومي زماناً سرى

.
وماذا ترُاني نسيت ُ الصِّبا
وتلك الصبابةَ أن أذْكُرا ؟

.
وتلك الملاعبَ في محفلي
وكانت على غربتي حُضَّرا

.
كأنّي لمّا أعب ُّ النّوى
شهيقاً وأعيى بأنْ أزفُرا

.
أجرجر ُ عمري إلى غاية ٍ
وأجهل ُ ماذا وهل يا تُرى

.
أهادن ُ كل َّ الأفاعي هنا
وكلَّ العقاربِ كي أعبُرا
*******
مللت ُ التعاويذَ والأبخرا
وقد ضقت ُ ذرعاً بما قد جرى

.
لقد ْ حاصرتني رياح ُ الجنون
فجمّعتُ من أضْلعي مِئْزرا

.
وقد راودتْني بشتَّى الدُّروب
وجوه ٌ ، كرِهت ُ بأن أنظُرا

.
وقد راودتْني بذاتِ المساءِ
وجوه ٌ وددتُ بأنْ تحضْرا

.
فيا أيهاذا الطّويلُ السّبات ِ
أطِلْ من سُباتِكَ كي يقصُرا

.
أطِلْ في سباتِكَ ، كلُّ البقاع ِ
قِفار ٌ .. وأفقُكَ ما أمطرا

.
أطِلْ ياثقيلَ المُحيَّا ، وكن ْ
بطيئا وإيَّاك أن تَعثَرا
******
مللت ُ التّعاويذ َ والأبخِرا
وباعدت ُعنّي لذيذَ الكَرى

.
ولست ُ لآبهَ مِنْ وحشتي
ولا راعني الموت ُ ما كشّرا

.
ولكن َّ لي صبية ً ، دونَهم
عقدتُ المواعيدَ .. والأعْذرا

.
كزُغب ِ العصافيرِ لمّا بدا
عليها من الرّيش ِ ما نَضَّرا

.
نفارقُها .. وهي لمّا تزل ْ
غِضاضاً وفي القلبِ روعٌ عَرا

.
صغيرَي َّهل ثمَّ صدرٌ دفيء
وهل ثمَّ قلب ٌ حنون ٌ برا ؟

.
مللت ُ التّعاويذ َ والأبخرا
وقد ضِقْنَ بي والأماني سُرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى