أُقلِّم أعمال الليل

زهير بردى| العراق

(الفجرُ يبدو أبيض)
أكتبكِ ما زلتُ كثيراً أسردُ ولا أبتكركِ الّا أناقة حكمة٠ربّما أرغبُ أن أصلَ إليكِ كطفلٍ يتكلّمُ بيديهِ أو كطيرٍ مشغولٍ بثرثرةِ الفجرِ وبأكثر تعويذةٍ لم تكتب، أتامّلُ أقرأُ كنوتيّ فكرة َغيمٍ يُطلقها تذهبُ الى فانوسٍ يضيءُ ليلاً، ويطلقُ كذلك نقشَ طلاسمٍ تقرأ بختَ الترابِ والماءِ والحليب في الفجر الذي يبدو أبيضَ في منطقِ هواءٍ٠ يسيلُ من يدِ السماءِ أشلاءَ آلهةٍ بمأزقِ حياة ِفي كهفِ عزلته يأوي برتابةِ سِيَرٍ ذاتيّةٍ ،تقدرُ أن تُكتبَ معتمةً في محاولةِ ترميمِها بملحِ دهشةِ التأويلِ في فراغِ نعشٍ منشغلٍ بصورةٍ فوتغرافيّةٍ، يصرُّ ان يعلّقها فوقَ جدارِضريحه الذي لا يتصوّر أنّه يعرفهُ كثيراً ومازالَ يبرّرُ وجوده في الطقسِ الساخنِ من شدّةِ تبعثره قبل قليلٍ ،وتمرّده في غيبوبةٍ يفكّرُ فيها أنْ يقتني أمام زوّاره غدا ورداً قاحلاً وعرياً فاتناً ،يسكبُ الفصحَ في بشاعةِ المصلّينَ المولعة بالرشاقةِ والمتخمةِ بالنزهةِ والتلصّصِ الى حبل غسيلٍ ٠يصدرُ أصواتَ نساءٍ يتبخترنَ عرياً تحت نوافذ رشيقةِ الضوءِ ورائحة الابطين، فليسَ مثلي يكونُ محضوراً وأطلّ عليّ جدّاًو رشيقاً أتساقطُ بين حظّ لم أحظَ به وأصابع تتامّلني رضيعَ ضوءٍ٠ بانتظارِ جرن عماذ أكثر طرافة من سريرِ نومي الصاخب

(أضيءُ مقتنيات أسمالك)
الناموسُ يشربُ الزيتَ نفسه الذي ليس له سُنّة نوم٠ الوحيد الذي يبرع كتابةً في الفصحِ٠ وحين يأتي إليه ضوء حبيسَ الليلِ يبلّلُ بقعةً صغيرةُ من أسمالهِ٠ يضيء مقتنياتهُ الشخصيّة بطولِ فتيل فانوس به أربطُ دينونتي بمؤخّرةِ الحياةِ التي اهربُ منها الى بيتِ الطينِ ،فأقلّمُ أعمالَ الليلِ على أتمّ رغبةٍ في غفوةِ جنيّةٍ تعاشرني جسدا لا يفكُرُ باعالي نوئي وفتنة خرز كاهنٍ ، يرتّبُ أغصانَ الزيتونِ على حبلِ غسيلٍ وأسمالاً لنواقيسَ في عيد النبيذولوازم قدّاسٍ تحت شجيراتٍ٠ تقطف ُ الرغبةَ من فحلِ الوردِ في غفوةِ رجلٍ عاريَ الضوءِ، ينظّفُ في صفوف متعرّجةٍ أضرحةَ السنةِ الماضية ويسكبُ فوقها كائناتٍ أخرى تأتي من الجهاتِ الأربع٠ بالضبطِ من رتبةِ جنونِ بياضٍ قبيل فضاءِ أمس، يعبر الىّ ناعساًباصابعه النيّة٠ يشرب ُعسلي وأنا كصوفيّ اردّدُ متمتماً وابتكرُ فمَ أبجديّةٍ جديدة ٍ تقتبسُ رشاقةَ الفريسيين و حنجرةَ الحكمة ،ووهمَ كلامٍ تتساقطُ حروفه من جنون الفراغاتِ وعمى عزلةٍ ٠ترنو إلى ثريّا رخوةٍ في عينِ نايٍ يعزفُ ما ينفعُ الموتى تحت المطر،ويذرُّ رمادَ فردوسِ فناءٍ رهيبٍ ٠ يقرأُ لافتاتِ الأضرحةِ ويشيرُ الى رداءٍ لا يقودهُ إلى جسدٍ ممدّدٍيحتفي بحريرِ سرير

(أصعدُ حفريّاتِ أيّامي)
ولدتُ بملحٍ يسردُ سيرتي المتمرّدة٠ كنتُ أفكّرُ باطمئنانٍ الى غيمٍ يقفُ خارجَ بيتي ٠يمسكُ بيدي القديمةِ في حدسٍ انّها ربّما كانتْ قبلي حينَ اجيءُ ثانيةً فبلَ قرنٍ ربّما ،كنتُ افخّخُ في الطينِ وأستبدلُ خطايَ وأمشي عارياً وأمرُّ من أمامي٠ لا أحد بتاتاً نسيته هناكَ يحدّقُ بهذا الشأن شاني دائما٠ أخطّطُ ما يمهّدُ لي أن اتعاونَ في فوضى تأملات حطامي،حيث بصري في غيّه ويظنّ أنّي يمكنُ أن اهمّشني كثيراً وأهرسَ رائحتي كما الورد وبالتدريجِ فربّما كلامي الضوء، ينبيءُ ما مررتُ به ولم أكن ببهلولٍ حقّاً كمن تلفّه فوضى لوحدي٠ فاتحطّم وأخرى لوحدي أيضا فانقّب فيها بعنايةِ طلسم أضاعتهُ سلالاتٍ كانت تسقطُ في مدافن مجهولةٍ ،وتومضُ في اصابعِ الماء تنشغل باليوم الذي يفقد البصرَأمامَ خيمةٍ،تثملُ على أكمل وجهٍ بمقطوعةِ أرجوحةٍ تحت جسرٍ يجمعُ الكائنات ِالعتيقةِ في جملةٍ لا تتكرّر بسببِ الموت، فأصعدُ حفريّاتٍ أمامي بذهولِ جثثٍ وأهرولُ أمامي خوفَ أن٠ أسقطَ من برودي الطويلِ في الآخرمنّي يلملمني وأنا أرتحفُ باطمئنانٍ ٠أطرق ذاكرةَ الماضي ولا اتجرّأ أن أسأل الضوءَ٠يقفُ كثيراً بقميصٍ واحد وجسدٍ متكرّر٠يغمضُ جثّته المنشغلة جرّاء تعويذة ظلام في داخله الغضّ الذي لم يكتمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى