كي يستعيد الظل خطاه

مصطفى الحلو |شاعر من سوريا

متروكٌ وجههُ الملغوم
والنوارسُ تسكنُ عينه اليسرى
كمن أثخنهُ الفراغ

الموتُ فيه إرتداداتُ الضفاف
حين تبقى بلا ضفاف

لا وقتَ للموتِ أن يعتذر
فالسنابلُ الخُضرُ لم تمسسهن ذكورةُ الشمس
ووجهُ الماءِ يشعرُ بالصقيع

لا بُدَّ لي أن اعتذر
يا للشهداء الغائبين عن جنائزهم
عن تقبيل جثامينهم
عن موتهم الذي سبقهم نحو بوابات الأبد

الدماءُ المتروكة كعصيان
فيها من الحبِ ما تشتهي
وفي شهوتها ماتحب

هل على السيف أن يكون مصقولا
حتى تتحرش به رقبة القتيل
تقول جثة رمتها الحرب من باب مصعدها

كل الذين غادرونا طامحين بملكوت الله
بين قوسين بالجنة ..حملوا في توابيتهم خيباتهم
وبسمات الإنكسار

لاشيء يعجبنا حين تطوي الريح كفيها .. وتصفق
رامية كل الضحكات والسباب
في قارب يطويه المدى

هل علينا أن نشاهد سبعين ألف محرقة
حتى نثق بأننا على الهاوية تماما
وأن الشمس باتت تصلبنا
وظلالنا لاتسير
لازالت تتمسك بالثبات

مكبلٌ أنتَ
قيودكَ لا تؤذيك
شهقاتكَ لن تغدو مصاعد
فسارع للنسيان

خلفَ النافذةِ حرب ٌ
وداخلها شموعٌ وقُداس
ورنينُ ساعةِ الحائط يؤذن للعناق
أو لربما لانفجار

لا شيء في المدينةِ المعصوبةِ العينين يحميك
دروعكَ الواقيةُ للرصاص وحراسك
تعاويذك صلواتك
لا شيء يحميك
سوى كفيكَ حين تعانق
فعانق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى