من غير ضوضاء أشمك في الموسيقى

 

 

زهير بهنام بردى | العراق

ربما حين غادرت الرماد

وكنت بالضبط أبحث فيه

عن مساء نحيل أتوقع أن يحمل حياتي إليّ

وأقول وأنا أهذي للأنس

بأسف من به مسٌّ

حياتي كنت أخيطها بالملح

مرة غسلتها في النهر

انكسرت وصعد بها ملاك وترك رمادها لي.

ربما حين غادرت

كنت أربطها خلفي خشية أن تتكسر

وأتقياها مثل ذكريات بقميص أبيض

***

أكيد هذا الغبار العابر إلينا

تركته أقدام امراة تقذف بالرغبات

وتسير إلى حضارة الجنون

كان يفتح الطرقات لها الهواء

ومن دهشة يمد أصابعه التراب

ربما ليصل إلى الضوء

وربما إلى عتمات ننام فيها كعميان

في حالة أشبه بماء يتسرب من تراب،

لا حاجة أن أقف وأفتش ذاكرتي

أخذها ثلج هذا الشتاء

وقذفها في أنف الظلام الطويل

لا حاجة إلى طفولتي تصفق لي بالعويل

وتغسل عوائي بديدان القبر

وتقذفني حافيا

أهرب من كلمات تتعرى خلفي ولا أفهمها

لا حاجة إلى ستارة حمراء

تبيض لي أحلاما سوداء

لا حاجة أن تقفي جانب سريري

كعرافة تسقط من حلق فنجان مكسور من خجل الكذب

أنا أغسل جسدي بأعواد بخار

وأضع الهواء في إناء نحاس يصفر في البرية

وأدحرج فصح غوايتي

***

لا ليل حين تكونين معي

السماء تقترب من الأرض كثيرا

تجلسين في قمرها

وأجلس على كرسي شمسها

الشمس لاتخجل من مداعبتي

والقمر يشم جسدك ويثمل

تسترخين طرية فوق أريكة الروح

وترتدين ثوبا منشيا بسمرتك الملتهبة

يرتدي الضوء جسدك مبهورا بعريك السماوي

وحين يطفيء الثلج مصابيحه البيضاء

وبلا ضوضاء أثمل بشمك

بلا ليل

صاعدا إليك باتجاه السماء

***

شفتاك ليل لا يراه إلا أناي

سأخرج حتما من ليل السماء

وأدخل ليلك ما دمت قادرا

أن أحدق فيك وأكتب كل مرة جنوني

ما لم يخطر على بالك أكتب

وأضع الموسيقى على صدرك

والنبيذ الذي سيراقص شفتيك

وعصافير أصابعي التي

ستطوق خصرك النحيل كقنديل وحيد

وأنا أدخل كاسك الأخيرة

وأضحك متعريا باتجاهي إليك

بشكل صاخب

أدخل ومعي رماد حرائقي

ليلك الذي يتذكرني

ويرتعش بهدوء بين أصابعي

***

حين مت

سألني الناس

كيف كان طعم الموت

قلت أزرق مثل زنجي ينظر إلى المرآة

وحين اقترحت أن أرجع

أقرضني بعضا من النبض

ادخرت لي بعضا من قدومي إليكم

وقلبا كان يألف ضجيج الحب

وحياة لاتختلف معي حول لون ثوبها

***

لا أريد أن تكرري الرحيل

لا ضوء في الأفق لأطمئن عليك

أرجاء المدينة ليست هادئة هذه المرة

وأنا عن كثب

لا ضوضاء تقلقني

صرت أول من أكتبه

وادخر المزيد من الوقت كعادتي كل ليلة

كي لا تخجلي من إضاءة خفيفة

تتجول كثياب نوم بيننا

لا نفكر بالنوم خارج الغرفة

لم يخطر ببالي ذلك

سأفعل الكثير لشغفك بالليل

أقدر أن اشمك بالموسيقى

قلبي أوشك يألف ضجيج مكانك..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى