رسائلي إلى مارغريت6

صالح علي-كاتب وشاعر سوري

عمتِ مساءً يا مارغريت ، أعلمُ أنّ غيابي طال ، وأن رسائلي إليكِ تأخرت! وليس ذلك – علم الله – عن قِلى!
ولكّني بدأت أشعر أنّي لم أعد أشعر!
حزين بلا سبب ، كئيبٌ بغير علّة ، مذبوح بدون مُدية
لا أحبّ أن أخطّ رسائلي بالحزن ولا أمزجها بالدموع
جعلت ذلك وقفا على شعري
لكنّي والحمد لله بخير ، وربّما أصبت بالإكتئاب الشتوي
والعادة أن الناس تصاب به في الخريف
ولا أدري إن كان الخرف ضرب برأسي فأضعت البوصلة
ومع ذلك فإنّي ما أزال كما قال ابن الجوزي :
أصبحت ألطف من مرّ النّسيم على
زهر الرّياض يكاد الوهم يؤلمني
من كلّ معنى لطيف أجتلي قدحا
و كلّ ناطقة في الكون تطربني
ولا أدري أقالها تعزية لنفسه بعد أن شاخ وهرم أم قالها حقيقة لما يشعر به؟! أمّا أنا فلا أستشهد بها هنا إلا تعزيةً ، فالنفس قد تمرّ بأوقاتٍ تجعلها تعاني الحزن في أطرب ساعات السعادة
ولست أعلم لذلك تفسيرا!
والسلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى