اننظريني على حافة الفجر
بقلم: سمير حماد
انتظريني , على حافّة الفجر ،
سأشق دربي في الغابات المظلمة ,
لن آبه بالجبال والوديان , وضباع الليل ،
لن تحول وعورة الدروب ,
ولا غزارة المطر وجنون السيول ,
دون الاستجابة لاستغاثاتك ,
ونداءات قلبك الذي أسمع وجيبه ,
كم أنا مسكون بالشوق إليك ,
إلى عينيك , وصدرك الحنون , وواحاتك الساحرة،
كم أنا بشوق لأستظلّ أجفانك،
وأُعابث حرير شعرك الطافح بالنعومة ,
سوف أغذّ السير إليك كي أطفئ نار اغترابي ,
كي أتعرّى من الصمت , الذي احتلّه الصدى ،
كي أنجو من الوحدة التي تلتهم ذكرياتي بلا شفقة ،
ومن الشلل الذي سرق اذنيّ وكتفيّ , وإرادتي ويديّ ،
كي أهرب من خيالي الذي تساوى عنده الليل بالنهار ،
لم يبق سوى الرحيل إليك ,
سوف أُترع مراكبي كلها باتجاهك ,
دليلي الوحيد عطركِ الذي وشمْتُ به جلدي ،
سأتخلّى عن كل شيء وألحق بقوارب الفجر ,
التي تلوّح لي بأشرعتها , متهاديةً , كقوس قزح ،
ملونةً بأزهار البنفسج والآس والأُقحوان،
لن أتأخر في الوصول أليك،
سأُهديك أجمل باقة من بنفسج الفجر،
وأروع طوق من ياسمين النهار ..