شعر: هلال السيابي
من لنفسي فقد برِمت بنفسي
بعد ليلٍ داجي الملامحِ طَمس
***
نجذٌَتني الأيام ، لكنٌَ نفسي
ما أفاقت من لذعة المتحسي
***
هاجَها الدٌَهر، فاستجابت إليه
لم يصن ذهنها الزمان بدرس
***
زعزعت صبرَها الليالي فاضحت
-بعد طول المِراسِ- في لون ورس
***
وإذا فُلٌَتِ الشٌَباة فأخلقْ
بالفتى أن يمورَ يوما ويُخسي
***
جُدَد في الصراط لا بد منها
لجليل يرام أو لأخسٌ
***
وكذاك الزٌَمانُ دوراً بدورٍ
قُلٌَبُ الأمرِ بين سعدٍ ونحس
***
إن تجده أرخى الزمامَ فحاذر
ربما جاش عن مخالب فَرس
***
فلتسائل هذا الأديم ينبئك
بأنباءِ عهد رومٍ وفُرس
***
حسبة للزمان، كم سطٌَرتها
صحفُ الحادثات طرسا بطرس
***
وتوالت وللزمان هيولاه
فدع كل خائرِِ العزم نكس
***
تعثر الخيل في الميادين حيناً
ثم تزهو بكل أروع نطس
***
يا لقومي، ماذا جرى من خطوب
ضربت مجدنا العريق بمَسٌّ
***
لا “الفراتان” باقيان على العهد
ولا “النيل” كوثر المتحسي
***
لا ولا “آل جفنة” بذرى الشام
تحيي الجلال من “عبد شمس”
***
لم يزل “سايكسُُ وبيكو” علينا
يزرعان الخطوب في كل نفس
***
فيَدُُ تضربُ “الشآمَ “، واخرى
“بالعراقين” تنتضي كل قوس
***
وعلى “النيل” من هداها ظلام
كم شكى النيل منه أردان رجس
***
قيل:كامب، فقلت:ديفيد يحدوها
وهل ديفيد لحبس وعبس!
***
أدبرت خيلَنا عليها ، وكانت
زهوة الافتخار في كل عرس
***
فسلوا الخيلَ عن مرابعنا الخضرِ
“ببغداد” أو ربوع الدمقس
***
وقِفُوا لحظة “بجلٌَق” تغدو الخيل
شهبا ما بين درع وترس
***
فهناك “المنصور” يقتحم التاريخ
زهوا وهاهنا “عبد شمس”
***
و”بنو يعرب” البهاليل من”نزوى ”
يقودون خافقات الدرفس
***
بوركت تلكم الفيالق كم كانت
بدنيا الورى تسير وتؤسي
***
بين غرب وبين شرق تدوٌّي
خيلُها ، والهدى سلافةُ أنس
***
حملت راية الكتاب إلى الكون
ليرسو الاسلام أيان ترسي
***
لم يكن همها سوى المجد
تبنيه رفيع السنا بامنع أس!
***
خاضت البحر بين شرق وغرب
بلواء الهدى وليس لكرسي
***
يا بلادي وكل أرض بني يعرب
أعني حتام لا تتأسي
***
هذه سيرة الأعاظم من أهليك
من كل أروع النفس نطس
***
دوٌَخوا العالم القديم، وانهوا
“قيصرياته” بضرب ورفس
***
وتعالوا على الزمان جلالاً
ورموا مارنَ الزمان بدعس
***
والكتاب الكريم يرعى هداهم
أين ساروا، ما بين غُبرٍ وطُلس
***
فلماذا أغضيتِ وهناً على الذل،
واهلوك أي أسدٍ وشُمْس
***
وهدى “أحمد” يدوٌّي صداه
في الأقاليم ، لا يراعٌ بجبس
***
ما لأيامك استدارت، وكانت
من جلال كأنها يوم عرس
***
نبئيني فقد يئست لخطبي
أي معنى للعيش من بعد يأس!
***
إيه يا موطني العزيز سلاما
ياعمان الجلال يا نبع قدس
***
ما لهذي الخطوب تحدق بالدار
عمان العلى و تغدو وتمسي!
***
ألأنا نبلاً شمَسنا على “التطبيع”
مع دولة العدو الأخس
***
ورأونا، والمجد فينا عريق
نمتطي الشمس في جلال وقَعس
***
وبأنا مع “غزة العز” في الخطب
وقد مسها الزمان بمس
***
فتنادوا، ومادروا أنك الغاب
ليوم جرى عليهم بنحس
***
فرماهم بك الأله، واخزاهم
فهاهم من بعد بأس ببؤس
***
٤فقفي وقفة الشموخ
كما كنت طويلا بكل عز وبأس
***
وارفعي راية الجلال، وسيري
في شموخ، على هداه وأرسي
***
ولتظلي أبية الأنف والقوة
رغم العداة من كل جنس
***
واضربي هامة العداة بسيف
“هيثمي” الغرار، صلب المجس!
***
وليكن كلنا فداك، فإنا
منذ آبائنا حماة الدرفس!
***
نضٌَر الله منك وجهاً جميلاً
يا بلادي بكلٌّ أكملَ نطس!
١١ من محرم ١٤٤٦ هجرية – ١٧ من يوليو ٢٠٢٤ ميلادية
كنت أعد هذه القصيدة لتكون تعزيزا لقصيدتي الرائية السابقة بعنوان (يا أمتي) بعد اشتداد أزمة غزة والتي تم توزيعها عبر الواتس آب يوم ١١ يوليو ٢٠٢٤ م واذا بأحداث “الوادي الكبير” تفاجئنا اليوم فعرجت عليها أيضا.