أدب

عند مرآة الكبر

شعر: بسام اليافعي| اليمن

أيُّ معنىً تبتغيه في الحياه
في بلادٍ لا تُوأمِنْ بالقدر

لو فرضنا يا صديقي أنَّ في
هذه الأرض حظوظٌ لا نَظَر*

أيُّ حظٍ يا صديقي بعد ما
قد صرفنا العمرَ في كَرٍ و فر

كم نبشنا الأرض لكن كلما
لاح في الأُفْقِ بصيصٌ أو أثر

شمَّرتْ أنفاسُنا حتى إذا
قاب قوسين ..تلاشى واندثر

ضاقتْ الأسفارُ من ترحالنا
والخُطى أوهتْ عنواين السفر

واضمحلتْ في هواجير الدروب
زهرُنا و الحلمُ في قيظ القِفَر

واشمأزتْ حالنا منا وقد
إستفقنا عند مِرآة الكِبَر

فلتقل لي يا صديقي ما الذي
ينبغي من بعد هذا أنْ يَمُر

أو إلى أيِّ مدىً حتى نرى
أننا في هذه الدنيا بشر

أو يَمُرَّ الليلُ من أبوابنا
خاليا من أيِّ كربٍ أو كدر

أونفيقَ الصبحَ و (الصرفُ)* على
حاله والوضع ياقلبي استقر

أو يَسُدَّ الكدُ حتى يومه
أو يعودَ الصبر يوما بالضفر

منذ أنْ كُنّا صغارا هَمُّنا
يَكْبُرُ العمر بأدهى أو أمَرّ

ماخلتْ أيامُنا أو أُسدِلتْ
ليلةٌ من غير ناقوس الخطر

حتى بُحَّ الصوتُ من ناقوسه
وامتلأنا من تباريح الحذر

لا تقل لي يا صديقي لم يَعُدْ
بعد هذا فوق أسمانا صور

لو نعشْ عُمْرا على العمر فلن
يَشبعَ الحكامُ من لحم البشر

لا يمل الظلمُ من شعبٍ إذا
لم يرَ في ظلمه أدنى ضرر

….

هوامش:

*نظر =إعتبار
*الصرف= سعر صرف العملات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى