نبرةٌ من صوتكِ لدمي

 

المهدي الحمروني | ليبيا

توقدين للضوء نبعه

في سديم التجريد

كمنتهى الخُلاصة على آخر العمق

 

للشعر فيضٌ بك

يمرُّ إليك

 

حاسرًا مجازه في نهرٍ مأمورٍ

نحو برزخ صوتك

 

إلى نبته في جفاف المدى

فلاتنحتي الجرح في لهاث المغنى

 

بانكفائك عن هطوله

لانحداره في مهب الصدى

 

لك أن تمسحي الصحوة على خيال الكائن

كشمسٍ على مدارٍ مُريد

 

تترقبها شرفاتٌ وامئةٌ

لمجد بزوغها في مجرّات

أكوانٍ من خلود الأزل الشذيّْ

 

أودُّ أن أتخلّص من هاجس القفر

والجدب والزوال

عقب تمام كل نص قيصريٍّ واهن

 

امنحيه بكارة التباشير

ونبوّة الخاتمة

في رؤيا آلهة

بأوديةٍ غير ذات زرع

 

تلهج بزمزم إعجازك في قصيدة النثر

 

لحقبةٍ أنضج للبقاء

تنبئُ بقادم عهدك المنتظر

 

سأتلو كتابك في ذاكرة الجموع الغافلة

بأخيلة القوافي

لوسمِها باسمك مقامًا وكرمى

وخلاصها من سطوة الكهنة

وسدنة الأوثان

 

آوِيها إليك من وجيب الحزن

والنزوح

والتهجير

 

أيتها الهدأة كسكينةٍ متصوفة

كالصمت المتعب

من ضجيج الأسراب المتوحشة

 

أسندي هزيع الغابة بليل نشيجي

إلى نار العزلة في وحيك

 

وانظمي في دمي

نبرةً منك لبلادي

لأكتفي بها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى