الفنانة مادلين طبر والإعلامية وفاء كمال وجها لوجه

تألقت السوسنة المحلقة ” مادلين “، وأصبحت نجمة لتثبت ماقالته ذات يوم : إنها ستكون حالة جديدة بين الممثلات فقد كان الكلام يخرج من شغاف قلبها، ينطلق من روح متوثبة تناضل لإزالة المحدوديات .وقفت أمام عمالقة اعتادوا أن يلغوا كل من يقف أمامهم. فاستطاعت أن تثبت وجودها. وتدفق شحناتها بحيوية وتصاعد. مترافقة بشخصية قوية تدعمها ثقافة واسعة
كانت الحروف تخرج من فمها مشرقة، والكلمات منمقة ،والعبارات ذات وميض . لم تستخدم جمالها سلاحاً إذ لامعنى للجمال في ذاته، إنما معناه في تحسس العقل الإنساني وحسه اليقظ له. فالجمال معنى مُعطى من الخارج للشيء الجميل نفسه. 
كانت تحلم بالصعب بالقمم بإمبراطورية الفن. فاستطاعت أن تحقق قفزة واسعة بعد مشاركتها ببطولة فيلم “الطريق إلى إيلات ” إلى جانب ” عزت العلايلي ” وهو فيلم روائي دارت أحداثه إبان حرب الاستنزاف عام 1969 قبل حرب تشرين حيث قامت مجموعة من الضفادع البشرية في الجيش المصري بتدمير بارجتين حربيتين إسرائيليتين.
حين سألتها كيف بدأ الطموح عندها .أجابتني :
الطموح لايبدأ فهو إما أن يكون موجوداً أو غير موجود .والدافع هو رغبتي
_ ( س ) : لقد وقفتِ في بداياتك مع الفنانة ” منى واصف “والوقوف مع نجمة كبيرة متمرسة قد يوصل الفنان إلى القمة أو يهوي به إلى الحضيض . فماذا استفدتِ من تجربتك مع الفنانة ” منى واصف ” ؟.
_ ( ج ) : منى واصف قيمة فنية أجلُّها . الوقوف معها استفز طاقاتي، فاجتهدت. وإذا حكم الجمهور بأنني وُفَِقتُ بوفقتي أكون قد استفدتُ .الكثير ، لأنني يومها كنتُ مبتدئة وهي عريقة.

***
_ ( س ) : لقد استطاعت منى واصف أن تخوض التجربة العالمية بعد نجاح تجاربها المحلية فهل تعتقدين أنك حققتِ النجاح الذي يبرر تطلعكِ إلى هوليود كما تصرحين ؟
_ ( ج ) : الطموح والحلم لايحتاجان إلى تبرير ،أما الكفاءات. فلو اختارني مخرج عالمي يوماً لن أخذله.

***
_ ( س ) : هوليود عالم شرس باعتراف الكثيرين ألستِ خائفة من هذا التصريح ؟
_ ( ج ) :لكل حادث حديث. عندما سأُطْلَب إليها سأجيبك . واختصاراً أقول : على الممثل ان يدخر المعرفة واللغة والشخصية والموهبة والتجربة والأخلاق . فإذا أتى الامتحان وفق بين التناقضات، واجتاز المحنة.الخوف يكون حينها على من لايملك سلاحاً يحميه .

***
_ ( س ) : إلى أي مدى ترتبط طموحاتك حول الذهاب إلى هوليود ، بوطنك اللبناني الصغير جغرافياً ، والذي كان يشكل أكبر ساحة للقتال
_ ( ج ) : ميزة لبنان أنه لايموت ،الحياة فيه تجاور الموت . الحرب لم تمنع اللبناني من التفوق على ذاته، وعلى الآخرين . ولم تمنعه من أن يحلم ويحاول ويجتهد.

***
_ ( س) :في لقائك مع مجلة ” الأفكار اللبنانية” قلتِ: إنك لاتَدَّعين بأنكِ تمتلكين قدرات فائقة ، وإنما كل رأسمالك ذكاء حاد وشكل غريب . فهل تعتقدي أنه من الصواب أن يقيِّم الإنسان نفسه ؟
وعلى افتراض أننا لانشك بذكائك . هل يكفي الذكاء والشكل ليقنعاكِ بأنه ستكون لك يوماً فرصة بهوليود .
_ ( ج ) : لم أقل هذا ..إياكِ والاعتماد على كلام المحررين مئة بالمئة فبعض الصياغات تبدعها الأقلام للإثارة فقط .

***
_ ( س) :بعد أن زرتِ هوليود لم تحظي إلا بالوعود . فما هي الفوائد التي جنيتِها من الزيارة ؟
_ ( ج ) : لقد أجريتُ إتصالات كثيرة مع الوكالات الفنية ومع مخرجين ومنتجين معروفين كالمنتج اللبناني ” ماريو قصار ، وكاتب ومنتج أشهر المسلسلات الكوميدية الرائجة في أمريكا هو وارولييدز . وقد أعلن استعداده لكتابة مسلسل من بطولتيي .  هذا كممثلة ،أما كإعلامية فقد استفدت في إقامة دورة دراسية وتجوالية على أهم وكالات الإعلام( NBC. CBS. A.B.C) . واشتريت مراجع من الكتب لأكمل دراستي العليا التي أحضرها في حقل العلاقات العامة بالانكليزية.

***
_ ( س ) : إن نتاج كل فنان مهما انتأى عن نفسه يحمل ظلالاً منها ، وقد مثلتِ دور المرأة المتعالية والمتسلطة والقاسية . فهل هنالك ثمة تشابه بين صفاتك وبين الصفات التي جسدتيها بالتمثيل ؟
_ ( ج ) : شو هالحكي ؟ إذا لعبت ممثلة دور عاهرة وأجادته .هل هذا يعني أنها تحمل ظلالاً من أعنف مهنة في العالم !!! أنِتِ صدقتِ بقولك : إنني قد ظهرت كإمرأة متعالية ومتسلطة فعلاً . ولكن هذا يعني أمراً واحداً فقط هو أنني أجدتُ دوري .

***
_ ( س ) : أثناء أداء إحدى تمثيلياتك كان أحد المشاهد يتطلب ان تصفعك الفنانة ” منى واصف” وقد صفعتكِ صفعة قوية أقرب ماتكون إلى الحقيقة . فما الحكاية ؟
_ ( ج ) لقد بدت كما لو أنها حقيقة . ولكن نحن نمثل ونجيد تلك هي كل الحكاية .

***
_ ( س) : في أحلامك وحبك للتحليق مايشبه الشعراء هل جربت كتابة الشعر يوماً؟
_ ( ج ) :أستسيغ الشعر الحديث ومن القديم أُعجب بمنهجية المتنبي .ومن الشعر الغربي أفضل الإنكليزي الرومانسي كشعر ” كولريدج وشيلي وبايرون ” . لي محاولات نثرية مهذبة جداً وشفافة كأنها شعر ولكنها ليست شعراً .

***
_ ( س ) :سمعتُ أنكِ تكثرين من المطالعة . فهل تطالعين للضرورة الفنية أم حباً بالمطالعة . ؟
_ ( ج ) :أقرأ شغفاً بالمطالعة ،ولا أستشهد بما أقرأ إلا فيما ندر ، ولاأدعي الثقافة . أقرأ لأتمتع ،لأغني نفسي المتعطشة المتوهجة بالأحلام ،وتختزن مذكرتي طيب ماأقرأ . ومع الوقت قد أسمح لنفسي لنفسي أن أقول أصبح لدي شيء من الثقافة العامة .

***
_ ( س ): ماهو الدور الذي فشلتِ في تحقيقه بالحياةوتتمنين تجسيده على الشاشة ؟
_ ( ج ) : أحاول ان ألعب الأدوار التي لاألعبها بالحياة .مثل دور ” ليلى “في ” زمن الحب ” تلك الفتاة الحاقدة المتسلطة المتكبرة . هذه ا وهذه الشخصية بكل معاناتها لاأعيشها كمادلين. 

***
_ ( س ) : يُحكى أنك تصادمتِ مع ” هويدا ” في فيلم ” لعبة النساء ” ، وكثير من المخرجين يقولون :إنكِ تتدخلين في أساليب العمل قبل إنجازه .فهل ذلك من باب المشاكسة ،أم من باب الحرص على مكانتك الفنية؟ 
_ ( ج ) : أحسنتِ السؤال وأجدتِ إن قلت : إنني أتدخل قبل الانجاز . فهذا لأنني أحترم الفن ، وأريد لنفسي الأفضل .ومرد ذلك معرفتي وطموحي لعمل أفضل . اما ” خلال إنجاز أي عمل فأكون مطيعة ، وأترك القيادة للمخرج .أما بالنسبة للشق الأول من السؤال ، فقد تحصل أحياناً بعض الصدامات .لكن هويدا فنانة وابنة فنانة لبنانية أحبها وأحترمها .إن تجربتك السينمائية لم تتلائم مع طموحاتك في تثبيت قدمك في الوسط الفني . فهل يزعجك ذلك أم يدفعك للبحث عن مكامن الخطأ وتقصي جذور التناقضات ؟
_ ( ج ) : لن انتظر سؤالاً لبحثي عن الخطأ وتقصي المعرفة . لقد اكتشفتُ أن عملي في السينما كان دون مستوى تطلعاتي . فتوقفتُ في انتظار فرصة جيدة .، ويبدو انها أتت مع الفنان الكبير ” دريد اللحام ” في فيلم ” كفرون”
السؤال كان صادقاً ، وأنا غير معقدة وأعترف بالحقيقة . لذا وجب شكرك وليس الانزعاج منك ِ
انتهى حوارنا ببصمة جميلة من الفنانة مادلين : أنا كإمراة عربية أتطلع إلى المستقبل بعينين منفتحتين جداً ورغم شفافيتي ورومانسيتي أفضل الواقعية دون التخلي عن إظهار روحي في ما أقدم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى