ياعبل

مطهر العنس-شاعر يمني

أمضي ونورُ الله يحبو في فمي
وعلى يداي توددي وتلعثمي

في جعبةِ الأيامِ آخرُدمعةٍ
سُكبتْ على رأسِ الفناءِ بمعجمي

فتبخرت للروح آخر قطرة
لأعيش في درب المجاز بمأتم

تتمزق الأجساد في بلدي لكي
تتوضأ الأرض الكريمة من دمي !!

يستكثرون نحيبنا وأنيننا
ويحاربون بساطتي وتكلمي

يا دار عبلة فارقدي لا تأسفي
ما زال في طور التناحر ميسمي

إنَّا كما كنا فلا فرق سوى
أسماء آلات وماسك ألجم

يا عبل أزمان الحضارة إنني
وشم تلاشى فاحتويني وارسمي

سأكون ذكرى للمآتم كلها
سأكون أستاذ التشاؤم فاعلمي

سأدرِّسُ التاريخ والجغرافيا
وسأسردُ الأوجاعَ فوقَ الأسهم

وأخوض في لغة العروبة منهكا
لأجوب في الأشعار دون تعقم

سأكون لكن خيبة عربية
تنمو على شجر السراب العلقمي

يغزو البياضُ سوادَ رأسي رافعاً
في مدخل العشرين رايةَ مُقْدِم

يا عبل لست بتابع لتشاؤمي
إلا لأسحق قاتلي وتحطمي

أنا في سماء البؤس ألمع نجمة
ستسوق للطاغين نار الأنجم

لكنها ستضيئ درب النطفة الحبلى وتكتب فلتعيشي واحلمي

إلم أعش فيما حلمت فربما
نال المسافر في الخطيئة منجمي

يا شارع الأوهام كف عن الغوى
ما الوهم إلا للخرافة ينتمي

ستقيم تلك المكرمات صلاتها
ليردد القرآن قلب الأكرم

آمالنا حبلى سيولد سيفها
رغم التعسر في المخاض المنهمي

وسحابنا ملآ سيسكب غيثها
رغم الأيادي للضباب المتخم

تتجمع الآثار فوق رفاتنا
لتكون خسفا لانتصار المجرم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى