بَوْصلتُ عشقي ( من الغزل الصوفي)

الشاعر محمد مطيع | اليمن

رفيق دربيَ أبكاني وادماني
وحسن ظنيْ بأحبابي وأخواني..

الله ياربِّ فيمن خلت صحبتهم
درعي وسيفي وابطالي وميداني

الله يا ربِّ فيمن كنتُ أحسبهم
عزي ومجدي ومتلادي وعنواني

وهبتُ روحيْ فداءً للإخاء ولم
أجد سوى الطعن في ظهري وإنساني

كم ذاب حبا فؤادي وانكوى شغفا
من الغرام مودات وتحنان

وانداح شلالُ روحيْ فوقهم غدقا
من الحفاوة إيمانا بإحساني

زرعتُهم في فؤادي لحنَ أغنيةٍ
كي يقطعوا كلَّ ترنيمي وألحاني

يسقون أطفالَ شعري ودَّهم حمما
وهم عصارةُ أفكاري وألواني

لا تقتلوا الله في أوطان أخيلتي
وفي شعوري وإلهامي وأوزاني

أُسبّحُ اللهَ بوحي كل ثانية
ويسجد الحرف في سر وإعلانِ

ملئتُ آفاق قلبي بالسماءِ سمتْ
روحي وطافَ بها وجدي ووجداني

فالله.. أنفاسُ روحي عطر أزمنتي
والله روح رياحيني وريحاني

والله ..سر سعادات ابتسام فمي
ربيع قلبي وكانوني ونيساني

والله …وانهالتِ الرحْمات تغمرني
أمزان أمن من التحنانِ تغشاني

والله… وانسابتِ الأفراحُ في مدني
وغردَ السعدُ في قلبي وسلواني

والله …وانثالَ بوحي في السطور شذا
أنماسَ حبٍ وياقوتا بمرجانِ

الله ياربِّ حسبي ناصري سندي
على الشياطين من أنسٍ ومن جانِ

الله ياربِّ حسبي ناصري مددي
وما سواه ففي بور وخسرانِ

الله يارب لاينسى ندا سُؤُلي
وماسواه فأدعوه وينساني

والله من قالَ يا اللهُ سارَ على
موجِ البحارِ بلا لوحٍ وربانِ

ما عادتِ الغيمُ تهمي هاطلا عطرا
من الودادِ على قلبي وترعاني

أسكنتُكَ النبضَ والخلجاتِ فاتنتي
وأرخبيلي وأفيائي وشطآني

عَمَّدتُ حبَّكِ في لوحِ الفؤاد وفا
يابسملاتِ قراءتي وفنجانِ

نورٌ من اللهِ يجريْ بينَ أوردَتِي
حقولَ حبٍّ على أشواق ريّاني

حبٌّ تغلغلَ في شريانِ أغنيتي
وفجّر الشوق في روحي وشرياني

آمنت بالنور ربا ياظلام ولا
يعلو منصة قلبي غيره ثاني

بلقيس ياعطر عمري شهد قافيتي
وبرتقالي وتفاحي ورماني

يا أغنياتٍ تجوب الروح خالدةً
ضاعت بروحي وأفكاري وشريان

هندستُ حبي على إيقاعها وَلِها
بَوْصَلْتُ عشقي بأمعان واتقان

أعيذُك اللهَ من شر ومن حَزَنٍ
ومن عدوٍّ وغدارٍ وخوانِ

ما عدتُ طفلا على عرشٍ بمملكتي
أنا المحبُّ ولستُ الهادمَ الباني

عذرت أعداءَ وردي والتمستُ لهم
عذرا فكيف بإخواني وخلاني ..

دواءُ روحي وترياقي الذين بهم
تصفو حياتي وتزهر روض وجداني

أنا المطيع لربي مذ خلقت وما
أحنيتُ رأسي لزعطانٍ وفلتان

أهموا على الضوء حقدا من حماقتكم
لن يكسر الحقد أضوائي وألحاني

خذوا النياشين والألقاب إن معي
ربي حبيبي وإخلاصي وتيجاني

مازال عصفورُ روحي صادحا غردا
والقلبُ فجرٌ وحبرُ الحرف هتاني

لله أحني يراعي والحروف معا
بكل شكر وإيمان وإذعان

من شامخات بلادي صغت قافيتي
فالعز طبعي وكفُّ الجودِ عنواني

ومن مخاضِ المنايا والأسى وُلِدَتْ
بناتُ فكري وأشعاري وأوزاني

لغير ربي بذلٍ ما مددتُ يدا
الإ إليه ليعطيني فأعطاني

أكلتُ جسمي على جوعي وفي ظمأي
شربتُ نزفي فأرواني وأغناني

لو تقطعون ورودي فالربيع أنا
والعفوُ والصفحُ جنّاتي وبستاني

أو تحجبون شعاعي فالضياء أنا
وزّعت ضوئي على القاصي وللداني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى