حبيب الروح
د. ريم سليمان الخش | شاعرة سورية تقيم في فرنسا
إلى حبيب الروح
.
أقول كفى …فما بعثي لأشقى
وماسِفْرُ الغرام يُريد (حمقى)!
***
إذا كفّاك لم تطعمْ لهيبي
تبرّدَ يا أنا ومنيتَ رَهقا
***
فما اعتادت رئاتُ الرئم خنقا
سحابيّا ولا الكربونَ نشقا
***
يمرّ الحب في رئتي عبيرا
فينشقه الهواء العذب طلْقا
***
وما رَضيتْ دنان الشعر غلْقا
أبى دنّ الصبابة أن يُدقّا
***
به الخمر المعتق للندامى
وكأسك قد روت شفتيَّ عشقا
***
وحقك ماثملتُ بلا ارتشافٍ
لذياك الرحيق فزدتُ شوقا
***
أعيذك يا (حبيب الروح) شكلا
هلاميّا فلا ألقاك حقا!!
***
تقزّم بعد أنْ ضُغطت رؤاه
ولم يُفلح تمرّده فنبقى
***
أمامك يا ( حبيب الريم) شرقٌ
ظلاميّ لقمعك قام سحقا
***
غرامك يا (شقيق الروح) صعبٌ
كمن ينوي لستر الغيب خرقا
***
ولكنّي اتقادٌ شاعريٌ
فيخترقَ المدى غربا وشرقا
***
ولكني احتدام الشوق نارا
بثورة شاعرٍ تصليك حرقا
***
وإنّي كالذُكاء فإنْ توارت
على كسفِ الجليد الصلبِ تُلقى
***
ومن ظنّ انكماشيَ بعد فيضٍ
فإني من بهاء الله أُسقى
***
فما جفّ الخيالُ وماتخلّى
بل ازدادت ثمارُ الروض رزقا
***
عصيّ أنْ تُقارعني نجوم
وقد جاوزتها ومضا وبرقا
***
ولم تبلغْ مراجلَ في اضطرام
بها خلقٌ تشكّل فيّ عشقا
***
محالٌ أنْ تُبارزني انكشافا
وصعبٌ أنْ لسرّ الكون ترقى
***
إلى أقصى انفجاراتي احتراقا
إلى حيث استحال العشق خلقا
***
إلى ظللِ السكينة في عروقٍ
زهتْ بردا وزاد الحرقُ عمقا
***
إلى صوفيّة الأرواح إمّا
على شبقٍ غريزيٍّ تُنقى
***
إلى سُدُمٍ من النور المصفى
تجلى بارقا فانزحتُ ودقا
***
أتعشقني ( حبيب الروح) حقاً؟
إذن فعلام في الأحزان نُلقى؟!
***
وحقك ماسعيتُ إلى امتلاكٍ
ولا أحببتُ إلا ازددتُ عِتقا !
***
فدعني واللذاذة في اتصالٍ
ودعني والهيام عليّ ملقى
***
وقد ولدت بحور الشعر وجدا
خرافيا به الألباب غرقى
***
يداك على اتساع البحر خصري
وقد لفّ الوئامُ عليه طوقا
***
وما أشقاك إلا طوق عتمٍ
وكان العشق نوريّا وطلْقا