نجمي سحيق
عمر حمش/ فلسطين
نجمٌ على كفّي، من تشتريه ببسمةِ ثغرها العالي، تهوي قليلا .. تلقطُه ضوءَ برارٍ، وتوّزعُه على أحيائنا الفقيرة ..
غزالةٌ السحبِ البعيدة، إني أراها شهابا لقلبي، ينثرُ زهوَ الورودِ، ويعدو ببتلاتِ نرجس، زرعها جدي قبلَ هجرتِه الأخيرة ..
اليوم يا قلبي .. أيّها المشحونُ بالأكاذيبِ .. يا منْ تثورُ؛ كلما أسمعوكَ شيئا من هتافاتِ القبيلة ..
اليوم .. أُسْلمُك لقبضةِ الجنونِ، وأشحذُ سكينَك الصقيلة ..
كُن بهيّا على رقابِ البومِ، وقبلَ أنْ تهوي؛ ارقص قليلا ..
نجمٌ على كتفي، من تشتريه، ببعضِ بخورٍ، تشعله قربي، وتراقصُ ضوء الفتيلة ..
نارٌ في قلبي، وحريقٌ يموج، يوم ولدتُ، ويوم أموت، ويوم عظمي يزولُ، وأغدو رمادا في ساقٍ تقومُ لأقحوانةٍ جديدة ..
نجمي بعيدٌ بعد الخيال .. نجمي قريبٌ قرب المُحال .. نجمي شريدٌ كطيرِ البلاد … نجمي مُضيَّع يشدِّ الرِّحال .. نجمي سحيق ..
***
يقولون:
أما تاب ذاك المتوجد داخل برزخه.. ساحرُ بحر، يجمعُ ما يكفيه .. متعالٍ عن خلق البرِ، متيمُ في وصفِ نحور الجنيات.
يقولون: يعرفُ كلّ جنيات البحر، وفي الليل يقوم .. يهذي معهن بالأسرار.
يقولون: يحلمُ دوما بقطفِ سكرِ عتباتِ الغيمِ، وأن يقطرَه على أكتاف الغيرِ.
وماروا، وحاروا، وتهامسوا.. منهم من ودً لمسه، ومنهم من أغاظته نظرة عينيه.. وهو المختال داخل برزخه .. ما تاب فيه، وفيه يذوب
***
لوْ كنتُ نَسْرا؛ لحلّقتُ فوق رؤوسِ الجبالِ، وقلتُ يا ريحُ اذهبي لأهلِ الأرضِ، واطرحي على غزةَ السلام.
لوْ كنتُ فهدا؛ لانطلقتُ، وشممتُ ذات الشذا من بُعدٍ بعيد ..
لوْ كنتُ زهرةَ حقلٍ؛ لنثرتُ عطري، وقلتُ يا نسمةُ احمليه، ثمَّ اعلقي في ذات الزقاق ..
لوْ كنتُ بلبلا؛ لاخترتُ غصنا قرب نافذةٍ قديمة، وشدوتُ صبحا، ومساء..
لوْ كنتُ سيفا من ذهب، لأنسكبتُ، وصغتُ عقدا؛ واهتززتُ بمكرٍ على جيدٍ عشقته ..
لوْ كنتُ إنسا، لو كنتُ جنّا ..
لوْ كنتُ ما كنتُ؛ لما برحتُ، وعلى ما أنا؛ ظللتُ .. أبكي لحزنٍ، وأفرحُ لضحكٍ .. أطلقه طفلٌ في هذي البلاد ..