ألا من لأحلام الصغار يردّني..

الشاعر محمد عصام علوش

(ألا مَن لأحلامِ الصِّغار يَردُّني؟)

ألا مَــن لأحــلامِ الـصِّـغــارِ يَــردُّني؟ لأرجِعَ طفـلًا غـارقًا في خـيـالِـيا

وأرسـمَ من فـوْح العـبــيـرِ قـصائدي وأنـشرَ في الأكـوان نـسـجَ رِدائيا

أُشَكِّـلُ مـن بَـوْح الـبــراءةِ صــورةً يكون بها الصِّدقُ المنضَّدُ ضافيا

فــتــأتـلـفُ الألــوانُ فــيــهـا نـــدِيَّـةً وتنطقُ فيما كان في القلـبِ غـافيا

أســاقــي أراجـــيـحَ الحــيــاةِ مــودَّةً وأركَـبُ مـنهـا مـا تسامَـقَ عـالِـيـا

وأذرو مـن الـضِّحْـكاتِ قـلـبًا مُنمْنمًا يـزخـرف أنـغـامَ الـمَحـبَّـةِ هـامـيا

وأصــنـع مِـن رَتْــمِ الـبـكـاءِ ربـابـةً تـسـوق إلى الإرضاءِ كـلَّ بُكـائـيـا

أســامح مَـن يـجـني عـلـيَّ ولا أرى لـبـذرةِ حِـقــدٍ في فـؤادي تَـنـامـيـا

وأنـفض هَمِّي في صحون سجـائري وما كان لي دربٌ إلـيْهـا مُـمـاشـيا

أرى الشَّمسَ في هذا الـوجودِ مُشِعَّةً فـأقـبِسَ مـنها ضوْءَها في مَـساريا

ارى الـبـدرَ في عَـتْمِ الـلَّيالي مـنارةً تُساهِـرُ إحساسَ الـجـمـالِ مُـوافـيـا

أرى الغـيْـمَ سُقْيا لـلـنـفـوس بـودْقـهِ ولـمْـعَ بـروقِ الغـيْـمِ نـورَ فـؤاديـا

أَحـوكُ نجومًا في الخـيالِ فـتـنـتشي وتـعـكـس أجــرامَ الـسَّـمـاءِ بـبـالـيـا

أُلاعِـب في الشُّطآن بعـضَ محارها وأبـني قِــلاعًـا مـعـجَــبًـا بــبـنـائِــيا

وأمتـصُّ مـن فصلِ الرَّبيعِ رحـيقَه كما النَّحل يَمْـتـصُّ الرَّحيقَ مُـساقـيا

وأركضُ نحو الأفْقِ في كلِّ وِجْهةٍ لعـلِّـي أُوافـي لـلـفــضــاءِ مَــراقــيـا

أسابـقُ ظِـلِّي أسبِـقُ الـظِّـلَّ تــارةً ويخـدَعـني إذْ كــان يـبــدو وَرائـيـا

أجاري فـراشاتِ الـرِّياضِ بخـفَّـةٍ كــأنَّـا عـلـى دَرْبٍ نَـعُــدُّ الأمــانـيـا

وتُبحر أفكاري على مَـتـنِ قارِبٍ تـأرجَحَ فوْقَ المَوْجِ في الـبحرِعاتـيا

ويخطَفـني سِحرُ الطَّبـيعةِ سارقًا أحاسيسَ طفـلٍ ينـقـلُ الخطوَ حافِـيـا

أُسـامِـرُ آمـالي الـكـبـارَ عـشـيَّـةً فإنْ نمتُ راحت تهتري في مَـنـامِـيا

وأصحبُ أوْهامي أراها حـقـيـقةً ومـا كـان وَهْــمُ الـمَـرء إلَّا مُحـابـيـا

فللهِ أيَّــــامُ الــطُّــفـــولــةِ ثـــرَّةً وفيها صفـاءُ العـيْـشِ يـقـفِـز زاهـيـا

وللهِ أيَّــامُ الـطُّـفـولةِ قـدْ مَـضـتْ ولـكـنَّـهـا سِــفْــــرُ الـسَّــعــادةِ بـاقِـيـا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى