غدا حين يأتي..
الشاعر عبدالقادر قردوع
غداً حينَ يأتي
سوفَ تأتِي البَشائرُ
وهذا الدُّجىٰ لو طالَ سوفَ يغادِرُ
غداً كلُّ مَعنىٰ سوفَ يَنفخُ حَرفَهُ
كما يَشتَهي
حتى تَضِيقَ الدفاتِرُ
فَكلُّ حَصاةٍ سوفَ تَغدو قَذيفَةً
ومِن كلُّ جُرحٍ سوفَ يَنبُتُ ثائرُ
سيصبحُ إبراهيمُ أكثرَ جُرْأَةً
ويغدو هَباءً ما تمناهُ آزَرُ
لقد أبْصَرَتْ هذي الشعوبُ طرِيقَها
وضاقَتْ بأصنامٍ بها العَصرُ كافِرُ
فكم سَبَّحَتْ ليلاً طويلاً بِحَمدِها
وهاهو ذا وجهُ الحقيقةِ سافِرُ
يُلَمِّعُها الإعلامُ دوماً
وما الذي
تُضيفُ إلى الوجهِ القَبيحِ المَشاقِرُ
دُمَىً ،
أصبحتْ سُخرِيَّةً ،
خَجِلتْ بها الشعوبُ
وإنْ ظلَّتْ حَياءً تُكابِرُ
عَجائِزُ أصحابُ الجلالةِ والسُّمُو
وأهلُ المَعالي والرِّجالُ الأكابِرُ
كَراسِيُّهم مَلَّتْ ،
ولَمًَا انتِظارُها اشتَكَىٰ لَعَنتْ حِذْقَ الطبيبِ المَقابِرُ
لقد قَيَّدوا أيدِيْ الرَّبِيعِ
نَعَمْ
فهل تُقَيَّدُ أرواحٌ
وتُلغَىٰ مَصائِرُ
مَصيرُ الشعوبِ اليومَ مَوعِدُها الذي
تَطَلَّعَ أحـرارٌ لهُ وحـرائـرُ
لقد حَطَّموا الأغلالَ
فانتَثَرَتْ على الدُّروبِ مَواعيدٌ
ولاحتْ بَشائِرُ
غداً
حينَ يأتي
سوفَ تُبصِرُ فتْيَةً
بِأمجادِها بالأمسِ كانت تُهاجِرُ
يَعودونَ أيديهم من الجودِ أَنهُرٌ
وأحرُفُهم لو يَغضَبُونَ خناجِرُ
تَراهُم إذا ثاروا تَثُورُ زَوابِعٌ
لها أذرُعٌ فَتَّاكَةٌ وحناجِرُ
يُعيدُونَ أقصانا الذي بِيعَ خُفيَةً
ومَجداً به هذي الوُلاةُ تُتَاجِرُ
غداً
أين أنتَ الآن
عَجِّلْ
فهذه المواعِيدُ خضراءٌ
وطَرفِيَ سااااهِرُ