حدثته عن نفسي..
الكاتبة صباح سعيد السباعي
حدثته عن نفسي:
حالة غير شعورية؛ كنتُ أقضم أظافري في الصف إلى أن هوتْ مسطرة على أصابعي من المعلمة
في اليوم التالي، تناولتُ مسطرتي البلاستيكية لأضع خطًا على السطر
إذ بي أقضم أطرافها، والخط تعرج مع أني لم أقترب إلى وسطها.
اللوحة المرسومة على الحائط طرفها مقضوم، قميص المعلمة بأطراف كمّه دانتيل فراغاته الصغيرة كأن نملة قضمت منه واستدعت رفيقتها لمسافة أخرى فيه.
بعد زمن بعد قراءات وجدتُ أن أجيالًا انقرضتْ، وجاء بعدها آخرون
الشاعر يقرض الشعر، الأرضة تقرض
الكتب.
في الجامعة كان اهتمامي أن يحبني هو، وأنا أريد فكرة الحبّ.
وهذا يتماهى مع فكرة سابقة حين كنت أمشط شعري وأحيطه بشريطة ملوّنة وأسرق رشة من عطر أمي، لتحبني الجارة الجديدة.
ماذا تريد أن تعرف؟ ماذا لو كل ماقلته هو جنوح تأليف؟
ماذا يفيد التذكر؟
كل مايمكنني قوله: لا يعنيني الفلسفات، النظريات ألا ترى هذه المدخنة الصدئة هي تمامًا صورة عن حياته، قالوا: عنده انهيار عصبي
وهلوسة.
وجيوب حائطه الخارجية تملؤها أعشاب الرطوبة.
مات البارحة، أراه يضحك من عميق قلبه على صورته وهو يعزف العود
في كامل أناقته قبل أن يجرّه قطار وهم الحياة.
يضحك على رسائل كثيرة كتبها ورسم قلوبًا حمراء في أولها وآخرها
ونسي أن يرسلها.
تأمل فضاء الألم واسأل عنه.
القاتل والمقتول في فيلم يموت فيه كل الأبطال ويبقى الرماد.
كلامي ستتلقاه كأي كلام، استرح قليلًا وفكّر، كيف يمكن للحب أن يأخذ أبعادًا في الرماد؟
أحاول أن أجدني في شوارع مغلقة
أرجو أن تكفّ عن الأسئلة.
صباح سعيد السباعي