من وحي العمادة

بشير بشير /السودان 

مِنْ وَحْي العِمَادة مََّّ.
عَـميدُ القلبِ صار عَـميدَ قَـومٍ
يُـدَرِّبُهـمْ عـلى إِعْـدادِ دَرسِ

ويَـأْمُـرُ فيهمُ حِيـنَـاً ويَـنهـى
وهَل يَـقْـوَى وكان رَقيـقَ حِـسِّ

وكان الصَّمتُ يُعْـجـبُهُ كثـيراً
ولا يُبْدي الحـديثَ بغير هَـمْسِ

وكان مُـحَـرَّرَاً من كلِّ قَـيـدٍ
فَكيف تُرى على الأغْلال يُمْسي

فَيَا مَنْ عَـمَّـدوا بِشْـراً حَنـانـاً
لـقـد عًـمَّـدتُـمـوهُ بـغير تُـرْسِ

يُواجِهُ في المشاكلِ كلَّ يَـومٍ
ويَـقسو والمشاكلُ كمْ تُقَـسِّـي

فَـمَـالي والـمَجاري طافِـحَـاتٍ
ومـالي إنْ تَـصَدَّعَ ألْـفُ كُرسـي

ومَالي والـمَكَانسِ أشْـتَـريـهـا
وقد تَمضي الحـياة بغـيرِ كَنْـسِ

ومَـالي والخَـفــير أتَـى يُـنادي
لقد سَـرقوا المخازنَ يا لَـبُؤْسـي .

خُـذوا عَـنِّي العِمَادةَ لا تُـساوي
إذا قَـوَّمْـتـها مِـعْـشارَ فَـلْسِ

أخَـاف إذا بَـقــيـتُ بها طَـويـلاً
أُصَـابُ من الجُنونِ بِبِعْضِ مَـسِّ

وأخْشى أن يَضيعَ الـشِّعْـرُ مِـنِّي
كما لَـيْـلَـى من المَجْـنونِ قَـيْسِ

وأنْـسَى أنَّ بالأَحْــداقِ سِـحْـراً
يَـذوبُ مُـعَطِّـراً قَلمي وطِـرسـي

إذا قيلَ الـعَـميدُ أَجـابَ قـلـبي
أنا وَحْــدِي الـعميدُ وغاظَ نَفسي

وذاكَ لأَنَّـهُ يُـلْـغِي وُجـُــودي
ويُـدْخِـلُ بعضهم في كلِّ لَـبْـسِ

أَجَـلْ هَـذا حَـديـث الـنَّفـسِ لكِن
سَـأَصمُـدُ للخُطُـوب بكُلِّ بَـأْس

وسوف يكونُ ماضي العَزمِ سَيفي
وبالـتَّصميم أصنعُ نَــبْـلَ قـوسي

وحـينَ أَعُــودُ للتَّدريسِ أبْــــدِي
كُـنُــوزاً للأوائِــلِ ذاتَ جَـــرْسِ

أُحَـلِّلُـها فَـتَـبْـتَهِجُ الـقَوافـي
ويَـسْطَعُ من جَـديدٍ ضَوْءُ شَمْسي..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى