حمدان القضاه-الأردن
شهودٌ على موته واقفونْ
وفِي ساعة الله هم ناظرونْ
.
تمرُّ الثواني وَمِنْ رَوعِهِ
تمرُّ عليهم وهم ناصبونْ
.
فهمْ خيّطوهُ بأعمالِهُ
وزجّوا به في ظلامِ السجونْ
.
وهم قيّدوهُ بأوهامِهِ
فما أوهنَت من عراها القرونْ
.
تلعثَمَ مُستوجٍداً رأفةً
لإنسانِهِ بين كافً و نونْ
.
كأنَّ الضحايا التي قبلَهُ
تحدِّثُ عَنْ حالِهِ ما يكونْ
.
وبعض الذين قضوا نحبهم
تَفادوا وما رقَّ قلبُ المنونْ
.
وأنَّ السماء التي فوقهُ
ستُغلِقُ عن قاتليهِ العيونْ
.
يرى قبره فاغراً ربَّما
سيحضنهُ مثل صدرٍ حنونْ
.
وحينُ تقومُ البرايا غداً
بنو مِثلِهِ في الثرى راقدونْ
.
ورُبَّ لميقاتهِ أوفدوا
سُكارى على قومهم يشهدونْ
.
وما زال بعضُ اللظى راعشاً
تلاشتْ ذبالاتهُ في الظنونْ
.
سيمضي إذاً كلُّ هذا الفضا
وتَكتمهُ قوقعاتُ الجفونْ
.
وتنسى الرمالُ تفاصيلهُ
وتمسحهُ كالقذى في العيونْ
.
صهيلُ الخيولِ التي تحتهُ
وصولتُهُ تستذلُّ الحزونْ
.
رسائلُهُ مزّقوها كما
يمزقُ وجهَ الحياة المنونْ
.
وتنبعثُ الشامُ روميَّةً
وما كانَ مِنْ بَعثِها لا يكونْ
.
وعمّانُ تخرُجُ من جلدِها
وتبحثُ عن ذاتِها في عَمونْ
.
وهاهو يبصرُ سلطانهُ
يوزِّع آمصاره الدائنونْ
.
قضى نحبهُ ربّما واقفاً
يرمّمُ أصنامَهُ في سكونْ
.
وكم بلع البحرُ اشباهَهُ
وعاشوا طويلاً وهم ميِّتونْ
.
فلا تأسَ إنَّ الرضى غايةٌ
وإنّا بأقدارنا مؤمنونْ