LIVE

أحلام بشارات| فلسطين

ممتنة أن الطبيب شق بالمشرط

أربع فتحات في بطني

وأنني احتلْتُ عليها

فسميتها النجمات

 

ممتنة, إذن, لمهنة الاحتيال

التي قبلتني في العائلة

فأعطتني كنيتها

 

وممتنة لأن الجروح

تصير ندوبا

وأن الندوب لا تؤلم

عندما تتحول إلى رسوم

بل تفتح بابا للفرجة

والافتخار

 

ممتنة أنني بعد أن غرقت في البنج

صحوت

وكان بالإمكان

، كالموتى،

أن لا أصحو

 

ممتنة أنني لم أفكر بالنهاية

ولم أر حافتها

حتى وأنا أكتب اسمها

وأتدلى

من علوها الشاهق

 

ممتنة أن شراييني صغيرة

وأنها رغم ذلك

سمحت، كالأنهار، للمحاليل

أن تمشي عبرها

 

ممتنة أنها الآن استعادت لونها الأصيل

وأنها عندما تلونت بالأزرق الغامق

لم تغضب

فتفجر على الشراشف غضبها

 

ممتنه أنني أحتفظ في أحشائي

بقوار خال من الورد

أشير اليه فأشير إلى الاحتمال

ولا أشير إلى الفجوة التي

تركها، كل تلك السنين، الفراق

 

ممتنة أن ما اقتلعه الطبيب مني

وضعه أمامي

في صحن الحمضيات

وسماه باسمه: بوملة.. برتقال.. كيوي

هكذا إذن؛

لقد حبلت

، أخيرا،

مثل بيارة,

بالحمضيات

 

ممتنة أنني كنت أربي هذه الأشجار فيّ

وأن مائي لم يذهب هدرا

حينما أخذت من فمي

ووضعت, لسنوات, في فم الأشجار

 

ممتنة أن نسبة دمي انخفضت

إلى هذا الحد

الذي أسقط بسببه

لكني أستطيع أن أنهض بعده

 

ممتنة أنني أمتلك

مثل حصان قوي

ميزة النهوض من الكبوات

 

ممتنة أن ثمره البنجر ترفع الدم

وأن لها هذا اللون المدهش

الذي ألون به شفتي

بعد أن أمزجه بالجلسرين

 

ممتنة لمن اخترع عصير البنجر

ممتنة لمن اكتشف نبتته

ممتنة لمن يقدّر الشفاه

ويرويها

من عصير البنجر

ومن فمه

 

ممتنة لياء النداء

التي تسلقت نافذة المشفى

وسقَطَت منها

نيابةً عني

عندما مشيت في نومي

وأنقذني في آخر لحظة

الحرف

عندما قلتُ: يا..

وصَمَتّ

ممتنة أن لي بيتا

عندما عدت إليه ناقصة

أدار في عينه المفتاح

فبكى

وأخذني فيه

كأني الناقص منه الذي يملأه

فتسكن رغبته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى