سفراء الحكمة  Wisdom Ambassadors

 د. ماهر خضر | رئيس منظمة أمم الحكمة

  www.wisdomnations.org

الحكمة من منظور إجتماعي وإقتصادي هي مطلب رئيسي لتحقيق العدالة الإجتماعية والإنتعاش الإقتصادي والوصول إلى مجتمع مثالي، يترفّع عن الرذائل ويهجر الظلم والزلل، يُنَزِّلُ الأمور منازلها ويضع الأشياء مواضعها حتى إذا إتفق الجميع على هكذا ممارسات وأصبحت سلوكهم اليومي إرتقى المجتمع وسمت الروح والأخلاق وتحقق العدل والرخاء وإزدهرت الحضارة. 

وبهذا المنظور كانت الحكمة هدفاً للإنسان عقلاً وسلوكاً، وللأمم والحضارات مَنْهَجًا وأسلوباً، تحمل الصفات المُثْلَى في الأحكام وفي الأفعال، لأنها نِداءات للفرد وللجماعة باتجاه الأرفع والأشجع والأكثر عقلانية وتفطناً. وتدعو لجعل الإنسان في عيشٍ أفضل وأسعد وأكثر أخلاقية وتعقلاً في حرية متعاونة وفي واقع غير جارح وفي إنسانية متصالحة مع نفسها وقيمها.

وبالتالي، فإن ما ينشأ بين البشر من خِلافات وحُروب، أو نِزاعات وكُروب، إنما مَرَدّه إلى فشل العقل البشري في إدراك كُلِّيات الأمور، وإنشغاله بالجزئيات التي تشتت إنتباهه عن الوصول إلى الحقائق الكلية والصُّوَرِ الشمولية، ليجد نفسه يُصارع ويُنازع فيما هو مُشْترك، ويُعاند ويُماري فيما هو بديهي .

ولعل الأنانية والنرجسية هي سَبَبُ البَلِيَّة، حيث تنطلق من زوايا نظر حادة لا ترى إلا المصلحة الشخصية .

في المقابل فإن الحكمة بما هي إتساع في الأفق وسعة في الحيلة وشُمُول في الإدراك والتفكير، فإنها تُؤهّل أهلها إلى مستويات عُليا من الوجود الإنساني يَتَرَفَّعُ عن الصراعات والمناكفات والنزاعات، ليؤسس لعقل إستراتيجي هندسي يبحث في الحلول الكلية ولا ينغمس في المتاهات الجزئية ولا يرضى بالحلول الظرفية الوقتية .

لكن السؤال هنا: كم هي نسبة الحكماء في هذا العالم بالمقارنة إلى نسبة المجانين والمتهورين الذين يمعنون في الأنانية وتَوْسِعَةِ مساحاتهم الشخصية، حتى أصبح كل إلتقاء بشري هو بالضرورة إزدحام وصخب وضوضاء وطريق مسدود، تخسر فيه البشرية الوقت والجهد وربما الأنفس .

إننا اليوم أمام تحدي حقيقي، وهو الدعوة إلى الحكمة، ونشر ثقافة الحكمة، والوعي الكلي، حتى نُصْبِحَ الأكثرية والأغلبية. وليس من سبيل إلى تحقيق الأغلبية سوى تكوين سفراء الحكمة بالآلاف، بل بالملايين حول العالم، يحملون فكر ورسالة الحكمة، ويسيرون بها بين الناس قَوْلاً وفِعْلاً.

فسفراء الحكمة هم أهل الفضائل، منطقهم الصواب، ومشيهم التواضع، قلوبهم كبيرة، وعقولهم فسيحة، يمزجون الحلم بالعلم، والقول بالعمل. وهم في محور وقلب كل مشاريع الحكمة، شُركاء النجاح، ومصابيح الهُدَى لكل من حولهم، يُشعُّون بالنور والحكمة والفضيلة من أجل مُجتمع أرقى وإقتصاد مُزدهر.

وللوصول إلى هذه الغاية المحمودة، فإننا ننطلق في سلسلة من الدورات التدريبية Online لتكوين عدد كبير من سفراء الحكمة حول العالم. وستكون دوراتنا في البداية باللغتين العربية ثم الإنجليزية. وإذا إقتضت الحاجة ستكون بكل اللغات الأخرى المطلوبة.

ولإعلام الجميع، فإن الدورة القادمة لسفراء الحكمة ستكون يوم 14 / 07 / 2020 إن شاء الله وهي موجهة للمشاركين من العالم العربي، وهذا رابط التسجيل:

https://wisdomnations.org/onlinecourses/

فكونوا سباقين ومبادرين لِنُؤسس لعصر جديد هو عصر الحكمة،

كونوا رُوّاد هذه المرحلة الجديدة، تقودون وتُرشدون،

كُونوا شُركاء النجاح،

لقد حان زمن الحكمة Time to be Wise

لقد حان زمن إقتصاد الحكمة.

لذلك سنتحدث في المقالة القادمة إن شاد الله، عن إقتصاد الحكمة  Wisdom Economy

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى