كنا هناك شهيقنا وزفيرنا..

الشاعر محمود محمد عجوا

كُنّا هُناكَ، شَهيقُنا وزَفيرُنا
نَفَسُ السّماءِ بأرْضِها مُذّاكا
كُنّا نَزُفُّ الشّمسَ عِنْدَ غُروبِها
ونَسُكُّ مِنْ قِصَصِ الهَوى أفْلاكا
كُنّا نَهُشُّ علَى النُّجومِ بِلَيْلِنا
كَيْ تُدْرِكَ السّارين والنُّسَّاكا
كنّا نَقودُ الرُّوحَ في صَلَواتِنا
تَرْفو بِلَيْلِ العاشِقين سِماكا
كنّا هُناك، بمِلْحِنا وبِجُرْحِنا
نَسْقي بِحَوْضِ وُرودِنا الأشْواكا
نَحْنُ الكِبارُ وإنْ نَلوذَ بِدَمْعِنا
ونَقولُ لِلْعُصْفورِ “ما أحْلاكا”
ونَخافُ أنْ تَثِبَ الطُّفولةُ فَوقَنا
أو أنْ تَقولَ لِقاتلٍ “رُحْماكا”
كنّا هُناك، غُموضُنا كَوُضوحِنا
نَتمثَّلُ العَنْقاءَ حينَ تُحاكى
وهُناك كانَ نَقيضُنا مُتَناقِضٌ
يَشْتقُّ مِنْ نَزَقِ الحَياةِ هَلاكا
كنّا هُناكَ مُرادِفينَ لِحَرْبِنا
وتَراقَصَتْ كُلُّ السُّيوفِ عِراكا
كنّا نَموجُ على بِساطِ وُجودِنا
ونُسائِلُ السّجانَ “مَن سَمّاكا ؟”
ونُعيدُ تَرتيبَ الزَّمانِ بِلَحْظَةٍ
لِيَزيدَ في أعْبائِهِ إدْراكا
كنّا هُناكَ على شَفيرِ رَحيلِنا
ونَكادُ نَقتلُ خَيْلَنا إنْهاكا
كنّا هُناكَ، هَواجِسٌ طُوفانُنا
لكِنّنا لمْ نَصْنَع الأفْلاكا
كنّا هُناكَ، وفي غُضونِ سُقوطِنا
نهَضَ البَعيدُ فكانَ ألفَ “هُناكا”

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى