شذرات

أمين دراوشة | فلسطين

نزال

لا شيء ينتظره في الغد غير الموت. فأما يهزمه أو يخسر نزاله معه، أو يفلح في الفرار حتى يأمر القدر.

سحر

قال الشيخ:
– السحر في الطريق، ومحاولات الوصول سر اﻹرادة، وحده اﻹنسان الفرد القادر على إبداع طريقه حتى يصل… إلى عتبة طريق أخرى.

مهب الريح

تنهال علية أمواج اليأس، ولجج القلق لا تترك له مجالا للهرب. يقف في مواجهة الريح. ويختار أن يطلق روحه لتحيا في مهب الريح.

-1-

طفلة
يسكب شرفها، يمتلأ كأس الموت.
-2-
امرأة
تسكب شرفها، يمتلأ كأس السمسار.
-3-
عجوز
تسكب شرف القاصرات، يمتلأ كأسها بالمال، وقلبها بالقطران.

تيه

مات من شدة العطش، وتحته ثمة ينابيع عذبة لا تحصى.

رحيل

نهض مع الفجر، وقد جهز ما يحتاجه في رحيله البعيد، لم يترك خلفه من أثر سوى شجرة ليمون قديمة، تسافر رائحتها في الفضاء لتنعش قلوب المزارعين، وفي فيئها يتنطط ويمرح الصغار ويتسلقون أغصانها التي تمدهم بالقوة والنشوة وأحلام الغد.

صحو
رذاذ الماء الطائر من النواعير يطرطشه، يبعث في أوصاله ارتعاشه الجنون…وبذرة حنين إلى شلال شعرها..
يضيء قنديل الذكريات المبلل بعطرها…يتهاوى كأسه…وتحرقه النار المنبعثة من ورود قبرها.
يصحو…

خدش
كي لا يتوارى عن اﻷنظار، أخذ يلمع حذائه الايطالي بنفسه.
يخدشه…

عقل
أنسل العقل هاربا من بين قضبان الحديد.
باحثا عن قلب كالبحر، تاركا قلبه القديم، يلفظ أنفاسه اﻷخيرة.

جواد                                              

كالصافنات الجياد لا يعرف النوم إلا حذرا، وفي ناصيته معقود الخير كله، ولا يحب شيئا أكثر من الركض في السهول المفتوحة على حكايات الأرض المجروحة.

معادلة

قال مجنون البلد:

– الاستغراق في التأمل يؤدّي إلى معرفة الذات، والمعرفة تنهي المخاوف والهواجس والهلوسات، بما يتسبب في إحداث الوعي الكامل، ثم الارتقاء والسمو، للوصول إلى لحظة إبداع تكشف الحقيقة. وهي اللحظة المنتظرة لفرار الزائفين والمزيفين والمضلّلين.