نُبوءة
الشاعرة والناقدة ثناء حاج صالح / ألمانيا
كثيرٌ على قلبي البلاءُ بِمَهْجَرِي
وبَعثَرَتي في الأرضِ حيثُ تَعثُّري
وبي وَجَعٌ لو أفلتَ الطَّيْشُ سَهمَه ُ
لأتْعَسَ مَسعُوداً وأمْرَضَ مَن بَرِي
ألوذُ بتَمويهِ الدروبِ وأختفي
بخُضرَةِ أشجارٍ وُزرقَة أنهُرِ
فَخُذْ من شَتاتِ النفسِ بعضَ متاهتي
ويَكفيكَ من بعضِ انكساريَ ما أُرِي
عَجِبْتُ لمن يُقصي شُهودَ بَراءتي
ويُلزِمُني الأضرارَ حينَ تَضَرُّرِي
فكيفَ إذا قلَّبْتُ رَجْعَ غِنائه
وكيفَ إذا أمسى النذيرُ مُبَشِّري
يقولُ وقد أفضى إليَّ نُبوءَةً
تُغالِبُكِ الأقدارُ يا بنتُ فاصبِري
ويَخْطَفُ منكِ البحرُ لوحَ سفينةٍ
وينفيكِ من بعدِ العبورِ بِمَعبـَرِ
وأنتِ إذا ما الصخرُ حَطَّمَ مِعْوَلاً
حَفَرْتِ سَراديبَ الحُضورِ بِأظْفُـرِ
وعُدتِ بطَوْفِ الحزنِ لم تُكْسَري بما
دَهاكِ من الطوفانِ كي تَتَكَسَّري
ألا أيُّها الرَّاجي بِنوحَ حمامةٍ
مُسالَمَةَ التَّغييرِ: “لم أتَغَيَـّرِ”
أَهونُ إذا صَدَّقْتُ أُكذوبةَ الهوى
وشأنُ الهوى عِنديْ كَفِرْيَةِ مًفتَري
وأكثرُ من في الأرضِ خَبُّ وساذَجٌ
وليس من النوعينِ يا قومُ عُنصُري
عَجِبْتُ لِمَنْ يَهوى وكيفَ بظَنِّه
يؤمِّلُ مَمْلوكاً بِعِزَّةِ قَيْصَرِ
ومِثلِيَ منْ نَقَّى الكلامَ بِفَرْزِه
وغَيريَ مَغْشوشٌ بِهذْرِ مُثَرْثِر