كؤوس مكسورة

سوسن صالحة احمد / سوريا 

كانت أمي كل ليلة تعد الكؤوس
تبسمل عليها
وتقرأ ماتيسر من سورة الوطن لنجتمع ولانفترق
ويأتي أبي
حاملا غلته يوزعها على سبل الحياة
لتحيا الكؤوس ملآنة بالقمح والماء
يرش وأمي الملح على باب الدار تعويذة كي لاننكسر
بالأمس زاراني في المنام
سألت امي .. أما زلتم مجتمعين؟
سأل أبي .. أما زال القمح والماء يكفيكم ؟
نهضت من السرير قبل زمن الإجابة
خفتُ أن أقول أننا مجتمعون .. لكننا في مساحة وطن أكبر يساوي الكرة الأرضية
خفتُ أن أقول .. ياأبي كسرتنا الحروب فماذا يُعبأُ في كؤوس مكسورة؟
خفتُ أن يحرقهما باب الملح الذي فُرِضَ علينا النوم خلفه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى