سوالف حريم.. الميراث
حلوة زاحايكة | فلسطين
عندما يموت شخص وهذه سنّة الحياة، يجب تقسيم ميراثه بعد الانتهاء من العزاء مباشرة، وهذا هو شرع الله، لكن هناك من لا يكترثون بهذا الأمر، فيموت الأبناء الوارثون، وينتقل الميراث إلى أحفاد المتوفى، وقد ينتقل إلى أحفاد أبنائه، وهنا تبدأ المشاكل العائلية، فلو تم تقسيم الميراث بعد الوفاة مباشرة لانحصر الإرث في عدد محدود من الأشخاص، قد لا يزيد عددهم عن عدد أصابع اليد، أمّا أن يترك الأمر للأحفاد ولأبنائهم فقد يصل عددهم إلى المئات، وقد لا يعرف بعضهم كيف انتقل الميراث إليه، كما لا يعرف نصيبه من الميراث، ويريد أن يتساوى في الميراث مع أبناء عمومته، مع أن نصيبه قد لا يكون كذلك بسبب تفاوت عدد الأبناء بين الأخوة الورثة الأصليين، وهذا يؤدي إلى مشاكل لا حصر لها.
أعرف حالات ترك فيها الجدّ أراضٍ شاسعة، وبعض أبنائه المتزوجين ماتوا في حياته تاركين أطفالا، ثمّ مات الجد، وبعده مات أبناؤه وبناته، فانتقل الميراث لأحفاده ولأبنائهم، ودبّ الخلاف بينهم على ميراث الجدّ الأوّل. وهذا يضع الجميع في مشاكل كثيرة، ومنها أن تقسيم الأرض يصبح شبه مستحيل بسبب كثرة الورثة وضيق مساحة الأرض؛ ليختلفوا على بيعها؛ كي يأخذ كل منهم نصيبة وهكذا. فهل نتقي هذه المشاكل بتقسيم الميراث بعد وفاة المورث مباشرة؟