الصوقعانات العراقية.. رحلة قامت بها: منى النجم
بالغرب من قضاء عين التمر وعلى مسافة (15) كم داخل الصحراء وبمحاذاة صحراء الأنبار توجد عدد من الحفروالسراديب الغريبة أشبه بالمغارة يصل عمقها إلى (30) مترا وبعرض تقريبا (14) مترا يطلق عليها (الصوقعانات)”توجد داخلها أشجار من النخيل وأشجار التين التي تعبر عن وجود حياة داخل هذه الكهوف والمكونة من المادة الصخرية الحادة.
تم اكتشاف (7) صوقعانات من قبل الصيادين وهي أشبه بكهف تحت الأرض تتميز بوجود أشجار من النخيل والتين وممرات مياه مجهولة المصدر. وأغلبها تقع في منطقة تسمى بقطارة الإمام علي وهي فتحة في التلال تقطر ماءا ويوجد في المنطقه مزار ويقال إن الإمام علي مر بالمكان في أحد المعارك وكثير من الناس تأخذ هذا الماء وتشربه للتبرك به ولكثرة الزائرين للمكان فقد تم تبليط الشوارع وفتح عدة محلات وأسواق فيها.
يعتقد البعض أن الصوقعة تكونت بفعل الصواعق أثناء العواصف الرعدية كما يطلق البعض على هذه الأماكن تسمية الخسفة والحقيقة أن هذه الخسفات تنشأ بفعل الانهيار لسقوف الكهوف الواقعة تحت السطح بفعل العمل الإذابي للمياه الجوفية التي تعمل على إذابة الصخور الكلسية وهي الأكثر انتشاراً في العراق وتعرف هذه الظاهرة علمياً بظاهرة الكارست karst. ومن الطبيعي نمو النباتات في بطون هذه الخسفات لوجود تربة سميكة نقلت اليها عبر السيول ومياه الأمطار وكذلك استمرار الرطوبة في هذه التربة لقربها من المياه الجوفية.
تنتشر هذه الخسفات أو الصوقعانات في الهضبة الغربية العراقية في مناطق كبيسة وحديثة وعين التمر وقرب قصر الأخيضر وفي منطقة الشبكة ونكرة السلمان وغرب منطقة بحر النجف وغيرها من الأماكن.
على العموم .. الصوقعانات هي من الأماكن التي تصلح للجذب السياحي .. ولكن مع الأسف هي مهملة حالها حال كثير من الأماكن التي كانت تشد إليها الرحال لو كانت في بلدان أخرى تعرف قيمة السياحة.