أَأنتَ من العراق؟
د. سعيد الزبيدي | أكاديمي عراقي – مسقط
يسائلني: أَ أنتَ من العراق؟
و ما يعنيه عندك في الفراق؟
فقلت له، و قد نزلت دموعي:
دمي ينساب ما بين التراقي
و وجهي، ثم عنواني و صوتي
و أهلي و الكثير من الرفاق
و ما لاقيت أجمل من بلادي
و لا كحنانه عند التلاقي
و لا طاب الرغيف و لا شراب
و كانا في اللهاة بلا مذاقِ
و لم يحلُ اجتماع في الأماسي
و إن لُفت به ساق بساقِ
و ما أحسست يوما دفءَ حضن
و لا أحسست صدقا بالعناقِ
و لم أطلب به بدلا لظني
تسامرني الطيوف من اشتياقي
و كل نعيم دنيانا رغيدا
أقايضه بنارٍ في العراق
وفوق مطامحي أحظى بموتٍ
على شطآنه السمر الرقاق
و ما قد قيل فيه من رزايا
ليخفى مثلما قمر المحاقِ
ستنتفض الشوارع و هي ملأى
بفيض مهمش و دمٍ مُراقِ
و يشهق كل موتور مُعَنَّى
إذا ما قُطِعت أيدي الخناق
فهل يا سائلي كافٍ جوابي
و إن شئت المزيد، لديَّ باقِ
فقال بلهفة: أهناك باق؟
أراك تعب من كأس دهاق
فإن أكُ في سؤالي مستفزا
فإني قد قرأتك في المآقي
و ما أخفيت من حزن مقيم
تراءى في الدموع بلا نفاق
فقلت و ما اتكأت على قديم
بـ( كنا ) أو بأوراق عتاق
أتدري في سؤالك كم يعاني
بغربته الذي يدعى عراقي
و قد لا يكتفى منه برد
و يخلط فيه بالسم الذعاق
أتدري كم سؤال قد توالى
فضولا عن تفاصيل دقاق
أأنت من اليسار ؟ ومن توالي؟
و ما إيجار بيتك في الزقاق؟
تسافلت الحروف و صار مجا
بها ردي جناسا في طباق
كرهت سؤالك النزق ابتداء
و ما زال الجواب: أنا عراقي