صراع النخب وضياع الجمهور

د. يحيى عبد الله | أكاديمي – جمهورية موريتانيا

تسلك الشعوب في جوانب كثيرة من حياتها عدة منعرجات تنعكس فيها جوانب الصراع الأنساني وتتشكل مفاهيم لأي صراع  لتصبح بعد حين من الدهر تلك الصراعات مفاهيم تاريخية تتراكم الصراعات لدى غالب الشعوب فتسلك فيها نزاع العرقيات والدين والولاء والطبقية فيكدّر الصراع صفو حياة المغلوب والمهزوم لينحرد إلى قاع التطرف ومنعرجات الجفاء الغوغائية هكذا يحدث الصراع الأنساني إذا احتد بين الشعوب فتضيع مكتسبات المجتمع وتذهب قوته وتنخر فيه سوسة الفتن الماحقة لأي جهد يبذل في تنمية البشر وغالبا ما يكون الصراع ناتجا عن رداءة النخب لذلك من المهم تحرير هذا المفهوم لندخل به إلى موضوعنا.

مفهوم النخب:

يمكن القول عن النخب بأنها هي مجموعة تتحكم في المجتمع أو توجهه تحت أي ذريعة كان التوجيه وبهذا المفهوم الموسع لمعنى النخب بأنها هي الطبقة السياسية والثقافية والعلمية والعسكرية.

فهذا التعريف يعطينا فكرة عامة عن أن هذه النخب التي لها قوة وتأثير بالكلمة أو الفعل إذا اصطلت بنار الصراع واتهم بعضها بعضا وتنابزت بالألقاب فإن ذلك يوقع المجتمع في ربكة من هول ما يسمع وتشنيع ما يرى لأنه بنظرة بسيطة تكون هذه النخب دارت معركة فارغة لتكتسب مع طول الوقت أن صراعها فارغ ولا يخدم مصلحة عليا أو لا يسهم في تحقيق الأهداف المنشودة بل انحرف عنها وانغمس في بوتقة التخدنق المقيت وبذلك يكون صراغا فارغا من قيمته وهو ما نوضحه في الفقرة القادمة

صراع النخب الفارغة:

إذا اتبعت النخب المجتمعية سياسة التشكيك والاستقطاب والتنابز والتناحر واستعانت في صراعها الداخلي بما هو خارجي فإنها بلا شك تتجه نحو الهاوية والانحدار لتصبح رهينة لأجندات أجنبية وشروط مجحفة تستهلك الطاقة والجهد وحينما تدخل النخب في مقايضات على رؤيتها الاجتماعية تتبخر منها الأفكار والرؤى المستقبلية ليتم بذلك تجاوزها من طرف جمهورها  الذي تصارع من أجله في الغالب.

تجاوز الجمهور لنخبه:

قد يتجاوز المجتمع نخبه إذا تعفت وضاق بها النقاش ولم تتقبل رؤى متعددة ولم تستطع تقدير الذات والتمسك بما هو متاح والانطلاق في تحقيق الأهداف المرجوة فإن المجتمع بطبيعته يلفظ نخبه ولو بقيت جاثمة على مصالحه يتمنى لو أتيحت له فرصة الانقضاض عليها.

وما تشهده بلادنا العربية من ترد وتمزيق وصراع  هو ما يمكن أن نسميه  بتآكل النخب وضعف أدائها المتهالك وذلك ما يؤذن بصبح قريب وما ذلك على الله بعزيز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى