سوالف حريم.. عروس حلوة
حلوة زحايكة | فلسطين المحتلة
بالأمس قرع جرس باب بيتي، كانت امرأة في بداية العقد السادس من العمر، تقف أمامي وتبادر بالسؤال: أم طارق، أجبت نعم.
قالت بصوت مهموس: إذا الأم حلوة أكيد البنت مثلها، فهمت الأمر بسرعة بأنني لست المقصودة.
قالت بقدر أدخل، تفضلي، قلت في نفسي بما إني لست مشغولة، خليني أدخلها في متاهة لبعض الوقت، استأذنت منها لأعد لها فنجان قهوة، وبعد أن قدمته، بادرتها بالسؤال: أي أم طارق تريدين، الكبيرة أم الصغيرة؟
ردت: لماذا هذا السؤال؟
أجبتها أنا وجارتي التي تسكن مقابل بيتي مباشرة ويفصل فقط بيننا الشارع، تدعى “أم طارق”.
فأجابت لا تعرف، ثم أضافت بأن اوصافي تشبه الأوصاف التي ذكرت لها، شقراء وذات عيون ملونو.
فقلت: أيضا هذه الأوصاف تنطبق علينا نحن الاثنتان، ثم قالت: يحيط بيتها سور وحوله العديد من المزروعات.
فأجبتها، وهذا ينطبق علينا أيضا.
فقلت: تريدين أم طارق العربية أم الإسبانية، فردت لا تعرف، وكل ما قيل لها بأن أم طارق عندها بنت جامعية، شقراء، طويلة، ذات عيون زرقاء، فجاءت خاطبة لها، ضحكت منها فقلت: إذا لست المقصودة فهي جارتي أم طارق الكبيرة، وأنا أم طارق الصغيرة، حسب ما أطلقت علينا منذ زمن طويل هذه الكنية، ولكن لسوء حظك فقد تزوجت ابنتها الصغيرة ولم يعد عندها بنات للزوج.
فقالت يا لسوء حظها، ولكنها سعدت للقائي ومعرفتي ثم سألتني إذا كان لدي بنت حلوة مثلي، فضحكت منها وقلت: الله يجبر بخاطرك، أنا اسمي “حلوة” وليس شكلي، فقالت بالعكس أنت اسم على مسمى، فأجبتها لم يرزقني الله إلا البنين، وأن طلبها ليس عندي.