مُراهقة

أسامة حداد | مصر

المراهق الذي سخر هو ورفيقته

من تشابك يدي مع أنسةٍ في الأربعين،

لديه أحكامه المطلقة

و لا يعي فكرة النسبية،

و هذا لا يعني وجود مؤامرةٍ ضد التاريخ

أو إعادة إنتاج أيامٍ سابقةٍ

فذلك المشهد ليس رؤيةً عصريةً لمسرحيةٍ شهيرةٍ،

ولا يشبه أفيشات السنيما الصامتة

فشارع الجامعة ليس للطلبة الهاربين من محاضراتهم؛

أنه لا يخص سوى الخديعة

والمشاعر المزيفة،

يماثل -تقريبًا- أغنيات عبد الحليم حافظ العاطفية،

فلقاء غريبين في موعدٍ متأخرٍ

هو –بالتأكيد- إعلانٌ بهزيمة حياتين،

لا علاقة له بمادية التاريخ

أو بحتمية الصراع والأنتلجينسيا.

 

أكان علينا أن نلتقي منذ خمس وعشرين سنةً

لنرضي المتطفلين

ونوهم التجربة باندفاعنا داخلها؟

نقف أمام (لاباس) بكوبين من الشاي

قبل أن نتسلل معًاً

إلى ركنٍ بعيدٍ ليكون شاهدًا على رغباتنا

ومتغافلًا عن الأحلام الطائشة،

ويصبح لصدرها دوره البطولي

وللتأوهات

مسكنها على شفتين

لم تعرفا أقلام الروج،

تحبان طعم النيكوتين من فمي،

فهل يدرك الولد الذي لم يجاوز العشرين

الحاجة الملحة للمشاعر؟

تلك الكلمة المراوغة

التي لا تحمل دلالةً مؤكدةً

وتشبه شجرةً في بحرٍ من الرمل،

أو غيمةً سرقها لصٌّ

يعمل الآن كمرشدٍ سريٍّ،

وكل ذلك محتملٌ تمامًا

ولا علاقة له بالإيديولوجيا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى