سوالف حريم – جوائز المبدعين
حلوة زحايكة| فلسطين
من حق ذوي الفضل علينا أن نذكر أفضالهم، وأن نكرمهم في حياتهم قبل مماتهم، والمبدعون من ذوي الفضل، فهم من ينيرون لنا الطريق، ويرصدون معاناتنا، وينبهوننا إلى ما ينتظرنا.
وهناك جوائز تقديرية في كل قطر من أقطارنا العربية، وفلسطين ليست استثناء بالطبع، تحمل مسمّى ثقافيا له علاقة بالنتاج الأدبي على سبيل المثال، ولها مخصص ماليّ، لكنها في الغالب لا تمنح لأديب، وإنما إلى جهة أو شخص لا علاقة لهم بالأدب، وحتّى بالثقافة في شموليتها، وذلك لأسباب سياسية أو ميول حزبية. وهذا يضع ألف سؤال وسؤال عن مدى مصداقية هذه الجوائز، ومصداقية القائمين عليها.
ذات عام في السنين القريبة الماضية منحت أكبر جائزة عربيّة للثقافة والابداع وقيمتها ربع مليون دولار لحاكم عربيّ شبه أمّيّ، وفي رصيده مليارات الدولارات التي نهبها من خيرات بلاده وقوت شعبه، وأراهن أن ذلك الفائز بالجائزة لم يقرأ في حياته كتابا لأمّيّته، وعدم قدرته على القراءة. فكيف يمكن استيعاب مصداقية تلك الجائزة؟ أمّا المبدعون الحقيقيون الذين يثرون الساحة الثقافية فلا نصيب لهم في جوائز “الابداع العربيّ” ذات القيمة المادية. وهذا أمر محزن.
والمحزن بطريقة أخرى أن يتمّ تكريم المبدعين الحقيقيين باحتفالات خطابية، وبدرع خشبي لا تصل قيمته إلى عشرة دولارات.
وإذا ما نظرنا إلى مبدعين في دول متقدمة وحضارية، فإننا سنجدهم يحوزون على ملايين الدولارات كمردود لإبداعهم، بينما مبدعونا يعيشون في عوز وحرمان، بل إنّهم مراقبون من الأجهزة الأمنية التي قد تزجّ بهم في السجون لانتقادهم ظاهرة سلبية في مجتمعاتهم.
فما جدوى هذه الجوائز إذا لم تمنح لمستحقيها؟