في سرادق النسيان
حيدر الحجاج | العراق
عن مسرة واحدة
لا أكثر
دارت حياتي
ربما تأتي
في الربيع القادم
بعد نيف من العقود
أو تأتي مع الغائب
من الذي لا رآه
ولا أسمع حتى
حشرجات صوته
المدثر في أتون
وصايا أفندي المدينة
عن مسرة
واحدة
قد تغير
مجرى ذلك العمر
الآفل بتواريخ
حافلة من سوادها المبهر
مسرة لا يخطها
إنجيل
ولا توراة
أو حتى تدور في أفلاك
المنجمين
أو الباحثين عن الحظ
في قاعات اليانصيب
مسرة
يناديها ضمير مستتر
ويربكها فعل متعدٍ
خارج عن الصواب
عن مسرة واحدة
كانت حياتي
العاطلة بفعل فاعل
تطيل البحث عنها
في دروب الخيبات
المتوالية
كحجر تقذفني به
عتمة غيابها الشاسع
فلا أجد غير
باحة منسية
يغلفها شجن
تلك الصبية
الممشوقة سما
عن مسرة واحدة
أفنيت هذا العمر
وتساقطت أوراقه
واحدة تلو الأخرى
بانتظار
مسرة واحدة لا أكثر
مسرة
تاهت عنها المحطات
إذ لم يضعها غودو
في كراس حياته
الموغلة
في النسيان