أزيزُ الخواء

ناهد بدران | سوريا – لندن

أضعتُ خارطةَ البحرِ الأحدب
و المركبُ المنخورُ في
ضفّةٍ عمياءَ ..
صارَ قصراً للعناكبِ السّوداء
تحيلُ صمتهُ إلى قرقعة …
متماهيةٍ مع خطواتِ قارعي
الطّبول ..
رائحةٌ عفنةٌ ..!!
تجلّتْ على غصنِ الوتينِ أفعى ..
مسمومةٌ دمعةُ الفصول .. على
خدّ الرّؤى
و النّبضُ جمرٌ منطفئٌ في منفضةِ قدرٍ
ضريرِ النّهى .. عينهُ الثّالثةُ زرقاءُ
الطّالع …
بأذنٍ واحدةٍ يغبّ همسَ المحيطِ
الغارقِ بنزيفه
تلهجُ الخطا محمرّةٌ على أزيزِ الخواء
و رائحةُ الخوفِ تفوحُ من مساماتِ
الثّرى تغذّي جذرَ الكوابيس …
و ضبيحٌ ..! يملأ أغصانَ الشّجر
ترتجفُ حتّى تتعرّى ..!!
و تذوي شوقاً لكنار
يرتّبُ قشّهُ بينَ سواعدها …
ملقاةٌ على ظهرِ البسيطةِ
سنونٌ تلهثُ سغباً
و ما من كسرةِ أملٍ
تبلّلُ جوفَ حلمٍ يحتضر
كفّ السّماءِ يصفعُ خدّ الأرضِ بجمرة
و إن أخذتها الشّفقة
ذرفتْ ودقاً …
يحترقُ على أفواهِ صخورٍ
ملتهبة ….
تقمّصتْ صخبَ البراكين
لتعيدَ ترتيبَ الكوارثِ
على أيدي البشر ….
ألحانُ سخطٍ ..يقذفُ منجنيقها
جزرَ الشّوقِ الهادئة
حتّى تتشظّى …!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى