قدسنا
عز الدين السعد | فلسطين
فلتعلموا…
فالكنيسة والقيامة،
والمسجد الأقصى لنا
والقدسُ، قدسنا
بكل آهات السنين
ولوعة الصامدين فيها
والسائرين بالآلام
وتراتيل الدموع وشوق الوافدين
الى الصلاة ، وابتهالات الحنين
وبائعات ثمار الأرض فيها العشق
للشيخ جراح والسلطان سليمان
والسلطان صلاح الدين
وباب دمشق وطرق الحارات
ورائحة الزعتر وطيبات
سوق العطارين …
ومواسم الرزق واستذكار النازحين
ورائحة الحيطان تعشش
في الأحضان …
تلفعت في باب حطة
بطعم القدس معجوناً بسمسمه
يسمونه كعكاً ولنا هو ريح وريحانٌ
ببلسمه … دواء نتجرع شهده
كلما اشتد الحنين …
نعدو الى دفء نصيبه
إن مشينا في حاراتها
او نستبق الخطى الى النداء
فندخل المسجد ركعاً
من باب المجلس ،
ونطيل فيه بعد الصلاة ،نطيل
ونعود اليها
فندخل المدينة من باب القطانين …
نعاود البحث عن انفاسنا
لنحيا في احشائها متجددين
نجوب الأزقة كل يوم
كي نولد فيها كل حين
ولا نملُّ ولا تملُّ
نحبها وتحبنا نحن
تحاكينا بلغة
الأمّ لبناتها والبنين…
تطل ببسمتها كل يوم
على سلوان فالمكبر
وجبل الزيتون حارسها الأمين
وإذا ما غابت الشمس عنها
في مأمن الله والقطمون ،
تدخل في تبتلها تهجداً وقياما طويل
يسمو الخشوع في محرابها ليلاً
تساهرنا ،
وفي الأسحار ترافق السائرين ..
فجرها ..
يزدان بجمالها الفتان
شمسٌ تشرقُ بالآمال ،
حققت حلماً هنا
على بوابات الأ ُسُود
بصمود سطره صمود
أبناء القدس الصامدين …