هجرة وهجرة: في ذكرى هجرة الهادي البشير محمد

ماجد الدجاني | فلسطين

الجاهلية للوجود تعود

ورجالها فوق الأنام تسود

فهنا أبو لهب وألف مثله

زمن سخي بالضلال يجود

والليل لف الكائنات بثوبه

و قلوبنا من قسوة جلمود

والمسلمون إذا عددت فإنهم

كتر ولكن نوّم وقعود

أمم علينا قد تداعت ويلنا

فكأننا حقل لهم محصود

وَهنٌ نما في المسلمين وإنهم

عدد بأرجاء البلاد عديد

الناس فوضى لا سراة لأمرهم

قد ضاع من بيت الأنام عمود

تركوا الصلاة واتبعوا النفس الهوى

فهموا لأهواء النفوس عبيد

فالقدس تبكي والقباب حزينة

ويدوس أرض المسلمين يهود

والسور صدر بالدماء مضرج

و الرمح من يد طغمة ممدود

و السيف في وجه التدين مشهر

و الأرض فيها يحكم التلمود

و تجمد التاريخ في ثلاجة

أتراثنا يا مسلمين جليد

نجتره مثل الأرانب ويلنا

أمجادنا في الاحتفال نشيد

فهنا تواريخ تشيد بعزنا

وهناك مجد المسلمين تليد

كم دوخ الأعداء منا باسل

كم أرعب الدنيا لنا صنديد

عهد مضى عهد الأسود وإننا

في مسرح الدنيا الغداة قرود

وتطوف بي ذكرى الحبيب مهاجرا

يبني الكيان لدولة و يعود

و الغار والصديق جمر في دمي

و حروف: لا تحزن لذاك وقود

والنخل سبّح للعلي وهللت

سعف النخيل وطلعها ترديد

البدر يطلع و الشفاه ترنم

و القلب فيه للنبي نشيد

و إذا المدينة للمحبة قلعة

ما عاد فيها للئام وجود

واذا اليهود تمزق وتآكل

و اذا الأخوة للوفاء عقود

وبنو قريظة قد جلوا عن أرضها

ومحمد يبني الرجال بنهجه

وقلاع خيبر باليهود تميد

الأمر قرآن هناك يسود

والمسلمين يطبقون كتابهم

آياته أسيافهم وبنود

قوم أشداء على أعدائهم

رحماء بينهموا أباة ..صيد

وهمو بجوف الليل رهان التقى

وهم الفوارس في النار سجود

وهم التطور والحضارة والنهى

واليوم نحن تراجع وجمود

عقدوا لرب العرش ألوية الفدا

ونبيهم من ربه موعود

و اليوم في كل الدروب تآمر

حقد على الدين العتيد عنيد

لا يا سراقة لن تنال محمدا

فبيارق الإسلام سوف تسود

قد هاجت الذكرى فأين شبابنا

أتباع أحمد للكتاب تعود

لنعيد للإسلام عزته التي

هي يا أخي شريانه ووريد

ما بالخطابة تستعاد مرابع

مسلوبة فليسقط البارود

لكنه العمل الدؤوب لغاية

فيها حياة خصبة ووجود

هي عزة الإسلام تحت ظلالها

فتح ونصر المسلمين اكيد

يا صاحب الذكرى بهديك نقتدي

ولقد رجعت فهل ترى سنعود

صلى عليك الله في عليائه

هاجرت تبني دولة وتعود

بيدي سراج والطريق طويلة

وهدى المهاجر للسراج وقود

في القلب دينك نبضه ودماؤه

ولواؤنا لك دائما معقود

هاجرت تبني والعروبة هاجرت

حتى يحقق ما ليهود تريد

هاجرت والقرآن نهجك واضحا

لكننا فوضى فكيف نعود

يا سيدي خجل أنا من وقفتي

والأرض أحسبها بنا ستميد

خجل بذكرى هجرة سطرتها

بصحائف الدنيا وصحفي سود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى